حقيقة أن الوضع الذي وصلنا إليه يحتاج إلى تكاتف الجميع والابتعاد عن المناكفات سوءً كانت حزبية أو طائفية, على أن نغلب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والأهواء والأطماع لأنه إذا كان أي شخص يريد مصلحة حزبية أو مصلحة قبيلته أو مصلحة أي فئة فسوف يزداد الخلاف والشتات وتصبح المشكلة أكبر, فيجب أن نعي هذا الدور ونتعاون جميعاً ما دمنا نحمل جنسية واحدة فعلينا أن نجعل مصلحة الوطن فوق كل شيء ونقبل بالآخر ولا نفكر بالانتماءات ولا نستخدمها فيما يضر البلاد، كل له فكره ومعتقده فلا مانع إن كان سنياً أو شيعياً أو إصلاحياً أو مؤتمرياً أو اشتراكياً أياً كان حزبه, كلنا في الأخير إخوة وما ينتج عن التفرقة أن كل شخص يحاول تغليب مصلحة هذه الفئة أو الحزب على الوطن وبالتالي ما نتقبل بعضنا بعض مع أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نكون إخوة ومتحابين ومتعاونين فلو طبقنا هذا سنجد أنه لا يوجد خلاف.

 والواضح من خلال التجربة أن مشكلة اليمن على مدار سنوات هي عدم وجود استقرار سياسي، حيث أن الاستقرار السياسي والأمني هما أهم الشروط لوجود اقتصاد قوي واستثمار منعش وحياة مستقرة فما جرى خلال الفترة الماضية ترك أثاراً تحتاج إلى معالجات جدية وصادقة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني هي البداية للانتقال لتصحيح الأوضاع ومعالجة الإشكاليات وتهيئة الظروف لبناء يمن قوي بإرادة وطنية لنرسم بداية جديدة لليمن ونقول لأعداء الوطن نحن إخوة رغم كل محاولات القتل والتدمير ومحاولات إرجاع الوطن إلى مربع العنف.. لكن هيهات فاليمنيون قد عرفوا طريقهم وهم عازمون على المضي قدماً مهما كان الثمن.