الصيادون المحتجزون في أريتريا لفترات زمنية متفاوتة, بدأوا مؤخراً في العودة الجماعية إلى أرض الوطن على مراحل.. آخر الواصلين كانوا 135 صياداً ولم يتبق في الأسر بحسب مسؤولي الاتحاد السمكي والسلطات المختصة سوى 285 محتجزاً وأن الأيام القليلة القادمة ستشهد إطلاق سراحهم من معتقلي مرسى فاطمة ومعسكر قدم بمدينة مصوع الإرتيرية بناءً على وعد من السلطات الإرتيرية.
كان الاستقبال حافلاً للصيادين العائدين عندما وطأت أقدامهم ميناء المخا وبعد وصولهم إلى مناطقهم المتناثرة على طول الساحل الغربي حيث قرعت الطبول وأطلقت الألعاب النارية ابتهاجاً بوصولهم سالمين بعد عناء ومشقة الاحتجاز وما رافقه من ويلات ومآس..
لكن تلك الفرحة كانت منقوصة كما يقول الصيادون فكثير منهم فقد مصدر عيشه بعد أن صادرت السلطات الإرتيرية مئات القوارب التقليدية وأصبح أصحابها معدمين حيارى على درب المستقبل المجهول.
معظم هؤلاء الضحايا باتوا يعدون العدة مجدداً ليشدوا الرحال ولكن هذه المرة إلى العاصمة صنعاء بحثاً عن مسؤول حكومي ينقذ قواربهم المصادرة أو يمنح بعضاً من التعويضات لخسائرهم الفادحة.. ومع أنهم لا يعولون كثيراً على تفاعل وتجاوب السلطات الحكومية الرسمية مع مطالبهم العادلة والمشروعة بالنظر إلى التجارب العديدة في هذا الجانب إلا أنهم حسب تأكيداتهم لا يجدون خيارات متاحة أمامهم غير هذا الدرب العسير المنتظر الذي بات لزاماً عليهم أن يسلكوه ولسان حالهم يردد قول الشاعر العربي القديم:
إذا لم يكن غير الأسنة مركباً
فما حيلة المضطرّ إلاّ ركوبها.
حمدي دوبلة
الصيادون العائدون..والفرحة المنقوصة 1249