كان الحوثي يخطط بإتقان لمعارك ما بعد مؤتمر الحوار الوطني، ولذلك قام بتصفية كل قادته السياسيين، خصوصاً من يتحملون المسئولية السياسية أمام ما اتفقوا عليه في مؤتمر الحوار الوطني، وترك المجال مفتوحاً لقادته الميدانيين الذين يسهل عليهم التنصل عن المبادئ المتفق عليها في مؤتمر الحوار، كونهم لم يشاركوا في ما اتُفق عليه.
ويؤكد ذلك غياب الحوثيين عن اختتام مؤتمر الحوار، في رسالة واضحة عن تنصلهم وعدم مسئوليتهم أمام ما جاء في وثيقة الحوار النهائية، ونيتهم المبيتة لخوض معارك قادمة لتوسيع نفوذهم وإضعاف -إن لم يكن القضاء على- وجود الدولة في المناطق الجديدة التي يسيطرون عليها.
كان من الممكن أن يقف الدكتور/ أحمد شرف الدين وجدبان حجر عثرة أمام رغبة الحوثي في خوض معارك جديدة، كونهم مسئولين أمام ما اتفقوا ووقعوا عليه بصفتهم ممثلين عن جماعة الحوثي.
ولذلك قلنا ولا نزال نقول أن جماعة الحوثي لا تقاتل قبيلة ولا فئة معينة، فقد كانوا يتذرعون في معاركهم بدماج أنهم يقاتلون أجانب قادمين من مختلف دول العالم، كانت هذه النغمة هي السائدة؛ أما في عمران فلا وجود للأجانب، إلا إن كانت قبائل عمران قبائل أجنبية تخلت عن لغاتها ولهجاتها وارتدى أبنائها الثوب والجنبية فهذا شأن آخر!
جماعة الحوثي تقاتل إجماع وطني على خطة وتوافق سياسي يمضي فيه الجميع عبر عملية سياسية لا شرعية فيها "للقوارح" والمعارك وفرض سلطة الأقوى والأقدر على سفك الدم اليمني، وهذا ما يراه الحوثي، بعقليته الماضوية الموبوءة، لا يصب في صالح مشروعه التوسعي الذي لن يتحقق إلا عبر لغة السلاح والقتل, وهذا ما يجعله سمسار ومجرم حرب، لا رجل دولة وناشد سلام وبناء.
صالح الحقب
الحوثي خطط لمعارك ما بعد الحوار، فقام بتصفية قادته السياسيين 1165