بلادنا اليمن بلاد اليُمن والخير والبركة، حضاراتنا عظيمة وأرضنا خصبة ووفيرة المياه والخضرة، والأجواء رائعة والطبيعة خلابة، وتعتبر اليمن موطن العرب الأول، وجاء ذكر اليمن وأهل اليمن في القرآن والأحاديث ، قال تعالى : [لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ] {سبأ: 15}.، ولم توصف أي أرض في هذا الوصف ( بلدة طيبة ) إلا أرضنا اليمن وعرفنا بأننا أهل طيبة وأصحاب قلوب رقيقة وطباع لينة وفينا الكرم والجود والشجاعة والقوة والحكمة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا :أتاكم أهل اليمن أرقّ أفئدة وألين قلوباً، الإيمان يمان والحكمة يمانية ) متفق عليه.
وتاريخنا لا يخفى، لكن واقعنا ويمننا اليوم محزن ومغاير لما عرفت به بلادنا ولما عرفنا نحن به ، ولم يبقى إلا القليل، إذا سألنا اليوم عن اليمن يكون الجواب حيث الدماء والإرهاب والعشوائية ومنظومة الفساد، لماذا؟ ألاّ يكفينا الفقر والجهل والمرض والبطالة ؟.. أم أن هذه بعض أسباب ما وصلنا إليه وبسبب السياسة والسياسيون الفاسدون الذين يحققون أهدافهم وغايتهم على حساب الوطن والمواطن وبالمزيد من الدماء؟.
وإذا نظرنا إلى الجانب الأمني الغائب الحاضر والذي يشكل خطراً كبيراً وسبباً عظيماً فيما تأول إليه كل الأمور في بلادنا، لم نعد ننعم بنعمة الأمن، الذي يعد مطلب الشعب الأول قبل كل المطالب الأخرى، وهو الأساس في البناء والتقدم والازدهار، وفي ظله تحلو الحياة والعبادة، ونأمن على أنفسنا وديننا ومالنا وكل ما حولنا وتتوفر الطمأنينة ويزول الخوف والقلق، ونحن نفتقد للأمن في هذه الظروف والأوضاع التي نعيشها، وأصبح القانون تحت بعض المسئولين والشيوخ وأصحاب الوساطة والرشاوى وفوق المواطن البسيط المسكين، لذلك تطبق القوانين والأحكام اليوم على البعض لا على الجميع.
ومن جهة أخرى فأن الحوثيون أصبحوا لعنة حلت على اليمن وفي غياب هيمنة الدولة وسيطرتها فإن هذه اللعنة في تطور وتوسع وانتشار بشكل مخيف يدعوا إلى الخوف من المستقبل مع هؤلاء، إذاً كنا في الحاضر لم نستطع التعايش معهم وفي الماضي حروب عديدة لم تنههم، فإلى متى سيظلون يعبثون في الوطن والمواطنين الأبرياء ويشوهون صورة الإسلام ويزعزعون السلام !
وإلى الحوار الوطني الذي طال ومازلنا بانتظار، والانتخابات الرئاسية القادمة ماذا عنها ؟ إلى أين نسير وما مستقبل البلاد والعباد؟ من يقودنا هل هم سياسيون اليمن أم سياسيون دول أخرى أم المجهول الذي يقود كل الأمور، لقد أصبحنا بحالة يرثى لها نعيش بترقب وخوف مع الأحداث المتصاعدة المخيفة وهواجس الضياع والفوضى والدمار تحلق في سماء أفكارنا مع أن الأمل والتفاؤل أقوى كوننا أقوياء نقف أمام كل الأمور ونتكيف مع الأوضاع ونعيش الحياة بحلوها ومرها، لكنا كيمنيين تغلب على أمنياتنا الخروج من هذا الوطن والغربة بعيداً عن بلادنا الغريب الذي لم يعد اليوم صالح لنعيش به جميعنا ، واليأس والإحباط يخيم فوق رؤوسنا من كل اتجاه كوننا مواطنون بسطاء.
كم نحن بحاجة اليوم إلى قادة أوفياء مخلصين حكماء يقودوا هذا البلد نحو الأمام ، لأننا نخطو اليوم خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الخلف، وبحاجة إلى أن نصحي ضمائرنا ونصفي قلوبنا ونشغل عقولنا لتعود بلادنا اليمن السعيد البلدة الطيبة ونعود أهل اليمن كما عرفنا بقلوبنا الرقيقة وصفاتنا الحميدة وأخلاقنا الحسنة وحكمتنا الثاقبة وطيبتنا وحبنا وتعايشنا بأمان وسلام.
طاهر الزهيري
اليمن..إلى أين ؟ 1538