;
محمد علي البارع
محمد علي البارع

التاريخ يعيد نفسه 1198

2014-01-16 18:52:16


 في ليلة من ليالي القرن الرابع عشر كانت أوروبا على موعد مع التشظي والانقسام والانشطار والتفتت إلى كيانات دينية صغيرة بسبب أخطاء سياسية وقع فيها الباباوات, كان الباباو حنا الثالث والعشرون رجل حرب خاض أشد المعارك في سبيل سيطرة الكنيسة على مقاليد الحكم في أوروبا وخصوصاً حروبه مع مملكة نابلي أدت إلى انهيار ماليا في الإمبراطورية الرومانية فاستعان بالكنيسة من أجل حيازة المال عن طريق صكوك الغفران الذي أدى بدوره إلى انقسام الديانة المسيحية إلى ثلاث طوائف رئيسية ممثلة بالأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت وما لا يحصى من الطوائف الصغيرة الفرعية، خصوصاً في داخل الكنائس البروتستانتية. طبعاً ثمة خلافات تاريخية وعقائدية وسياسية كثيرة عاشت الطوائف المسيحية في أوروبا صراعات طويلة فيما بينها، منذ أن أصبحت المسيحية دين الدولة الرومانية في القرن الرابع الميلادي, مهما ادعت الخلافات أسبابا عقائدية، فإنها تظل في جوهرها خلافات سياسية تبعاً لخلاف مصالح الملوك والأمراء المتنافسين, ومن أول وأبرز هذه الخلافات: الانقسام الذي حدث بين الأرثوذكسية والكاثوليكية، حسب الانقسام الذي حدث في الإمبراطورية الرومانية، بين القسم الشرقي البيزنطي وعاصمته القسطنطينية(إسطنبول الحالية)، والقسم الغربي وعاصمته روما, وقد بلغ الصراع بين الطرفين، بحيث أن الحملات الصليبية الكاثوليكية قد هاجمت ونهبت وحرقت عاصمة الأرثوذكس، القسطنطينية، إلى درجة أنها ساعدت على انتصار الأتراك المسلمين وإسقاطها في القرن الخامس عشر. ثم تلى ذلك في القرن السادس عشر الانقسام بين البروتستان والكاثوليك، حسب الانقسام بين أوروبا الشمالية الإسكندنافية الجرمانية الإنكليزية(بروتستانتية)، وأوروبا الجنوبية اللاتينية(كاثوليكية). وكان هذا الانقسام هو الأعنف والأكثر وحشية في تاريخ الانقسام الديني في العالم اجمع. وقد تخللته حروب وعمليات إبادة لملايين الناس الأبرياء بصورة تفوق الوصف. هنا سرد مختصر لأشد هذه الحروب الطائفية، وهي ما اطلق عليه (حرب الثلاثين عام). وها هو التاريخ يعيد نفسه ، لكن ليس في أوروبا هذه المرة وليست الديانة المسيحية بل هي بلاد الإسلام وديانة المسلمين فقد تمركزت الفرق في الشرق الفارسي وفي الجنوب العربي ( السعودية ) أصبح لدينا ثلاث طوائف رئيسية متمثلة في التيارات الشيعية والعلمانية المتأسلمة والسلفية المتعصبة أدت إلى إحداث القلاقل في البلاد العربية طولا وعرضا ابتداءً بالجزائر مرورا بأفغانستان والعراق وها هي اليوم في داخل أوطان كانت أكثر استقرار على مدى العقود الأخيرة الماضية لم نكن نتوقع إحداث مثل هكذا انقسام لولا بروز أشباه علماء جعلوا من أنفسهم آلهة صغيرة تأمر وتنهي وتقتل وتنهب ليس لصالح الدين بل لصالح الحكام والملوك وتعمل لكسب مصالح دنيئة ليست من الدين في شيء وعقب الانقسام التي تشهده الدول الإسلامية فإني أخشى من قيام حرب كتلك التي أغرقت أوروبا طيلة ثلاثون عاما فمتى يستفاد من دروس التاريخ ؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد