المتابع لأحداث صعدة والحرب التي أسفرت عن مساعدة الرئيس هادي للمعتدي بإخراج قاعدة الفكر المناهض لفكر الحوثي، يدرك أن الهدف هو خلو صعدة وما حولها من حرية الفكر العلمي والسياسي، لتكون لفكراً واحداً وإغلاق صعدة لصالح الحوثي، والمرحلة القادمة مطالبة الحوثي لهادي وفق اتفاقية من اتفاقياتهم مع الفكر السلفي أن يرحل من صنعاء وأظن أن الرئيس لا مانع عنده من الرحيل!،
إن الخضوع بهذا الأسلوب الفج لمطالب الحوثي وتنفيذ شروطه لخروج بعض من يحملون فكراً مناهضاً لهم مع أنه فكراً محصوراً داخل معهد وطلابه ليسوا من صعدة وإنما من العالم الإسلامي كله وكثير من أبناء صعدة لا يعرف معهد دماج، لكن له دلالة خطيرة في عودة الإمامة إلى صنعاء وتقسيم جنوب البلاد إلى إمارات وكل صاحب إمارة سيدعو كل من ليس من أصحاب إمارته للخروج، إن واجب الدولة والأمن وكل الشعب حماية المظلوم وردع الظالم وإلا يوشك المتفرج أن يودع، وحماية البلد في ظل ثورته وجمهوريته ودستوره الوحدوي، وعدم الاستسلام لهذه الدعوات الطائفية والمناطقية والحزبية التي حرمها الدستور الدائم لليمن ونص عيها العلامة الزبيري فاليمن أمة واحدة ودينها واحد ويجب أن نحرره من الدعوات المجرمة، التي يتزعمها تجار الحروب وبايعوا الضمائر والوطن للخارج الإقليمي والدولي، ومن هنا ندرك عدم دخول الحوثي في المنظمات الإرهابية لأنه مجند إقليمياً ودولياً لتمزيق اليمن ونشر فكره المتخلف الذي يخدم أعداء اليمن ممن حوله ومن وراء المحيط،
إن على كل أبناء الشعب اليمني أن يتأمل هذا الموقف ويتكاتف بكل فئاته للوقوف ضد عودة إمامة حكمت اليمن عشرات السنين فقتلت مئات أبنائه ممن يخالفهم الفكر الثقافي والسياسي، وقسمت الشعب إلى خمس فئات أعلاها السادة، الذين يجب على الأربعة الباقين تقبيل ركبهم وأقدامهم، وإصدار دستور للحكم الإمامي يحرم على الباقين التعليم وإلزامهم بالمشي حفاة ومن ينتعل أو يتعلم يقتل أي والله هذا دستور الإمامة، أما القضاء والتعليم والعلاقات الخارجية ومسؤوليات الدولة فاقرؤوا في نظامهم شروط توليها، فإن من لا يقرأ التاريخ لا يعرف عدوه من صديقه، وصاحب الحق من الباطل، فهل شعبنا مستعد للعودة للخلف لإمامة يقبل أقدامها وركبها، ويمشي حافياً ويهدم المدارس ويغلق عليه نوافذ التطلع للحضارة الدينية والفكر المنفتح، وعلى أبناء جنوبنا أن لا ينخدعوا بأصوات الانفصال حتى لا يصبحوا عصابات لثنتي عشرة إمارة، فينتشر في شعبنا المرض والجهل والتخلف، ونريد من أهل الحل والعقد في اليمن جميعه ومن كل المثقفين وكل أبناء شعبنا اليمني، أن يكون موقفهم منطلقاً من دين الله والمصلحة العليا للوطن والوعي الثقافي والسياسي بعيداً من التخلف في الولاءات الوقتية، وبيع الضمير بدريهمات قادمة من خارج اليمن، فإن أبيتم فأذنوا بحرب من لله تعالى يكون عاقبتكم فيها خسرا ( واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة).
د. عبد الله بجاش الحميري
هل الإمامة عائدة لليمن...وإمارات جنوب الوطن في الطريق؟ 1338