نعلم جليا ما عانته أبين, وما مرت به بدئاً من حرمانها من أبسط مقومات الحياة المدنية وانتهاءً بتلك الحرب الظالمة؛ التي أحرقت الأخضر واليابس ,وأهلكت الحرث والنسل ودمرت البنية التحتية ومقومات الحياة تدمير كلي..
وكيف تحولت "أبين" بين عشيةً وضحاها إلى ساحة احترابٍ واقتتالٍ, ومكان لتصفية الحسابات السياسية بين أقطاب السياسية المتناحرون؟ وكيف جعلها السياسيون ورقة ضغطٍ وكبشُ فداء أكلته نار سياساتهم التي لم تبقِ ولم تذر..؟
وكل هذا ؛كي لا تقوم لأبين قائمة أو ترتقي أو تتطور, وتظل متقوقعة تراوح مكانها وتحرم من أبسط حقوقها الخدمية والترفيهية, ويحرم أهلها من حقوقهم التي كفلها لهم القانون الرباني والدستور السماوي ,وحرمهم منها قانون الأرض وأنظمة الديكتاتوريين وأنظمة المالكين الفاسدين..
وبعد هذا كله وبعد أن أدركنا المؤامرات والدسائس ؛التي تحاك لأبين والأخطار المحدقة بها وبأهلها وتحويلها إلى مرتعٍ خصب للفوضى والعبثية والدموية وتشريد أهلها وتعذيبهم كما حدث في "مايو" من العام2012م, بعد أن تبين لنا أن أبين على المحك وأن المخربون والنافذون وفاقدي الضمير والأخلاق سوى أكانوا من خارجها أو من أبنائها الذين باعوا ذممهم ومبادئهم وانتمائهم وتنكروا لها ,وتناسوا أنهم ترعرعوا في أحضانها ,ونهلوا من ينابيعها وتمرقوا في تربتها,فلهثوا خلف الملذات وسال لعابهم لريالاتٍ (لاتسمن ولا تغني من جوع ) ومهدوا الطريق لخرابها وغرزوا الخناجر في ظهرها ودسوا السم في العسل لأهلها وتآمروا عليها مع أعدائها..
بعد هذا أظن أنه آن الأوان لأن نقول لكل من تسول له نفسه أن يمس أبين وأهلها (كفى) ونقف في وجه هؤلاء المخربون, والعابثون ونجتثهم منها ونطهرها من أدرانهم وأسقامهم, ونقتلع شأفت شرورهم, ونحاربهم أينما وجدوا..
آن الأوان أن نحميها من طمع الطامعين وجشع النافذين ,وكيد الكائدين وتربص المتربصين ,وندافع عن عرضها وشرفها ونذود عن ترابها وحتى هوائها وصباحاتها التي تغازل منازلها ومزارعها وشوارعها وأطفالها وشيوخها..
آن الأوان لأن نوحد قوانا ونعاضد أيدينا ونشابك سواعدنا ونجتمع على قلب رجلٍ واحدٍ ونوقف كل تلك المسرحيات الهزلية التي تدور أحداثها في مرافقها الحكومية ويلعب دور البطولة فيها الفاسدون والنافذون الذين تدلت (كروشهم) من خيرات أبنائها وتطاول بنيانهم من كد وعرق بسطائها الذين يكدحون ليل نهار دون ان ينالهم من خيرها أي شيء..
آن الأوان لأن نخرج من جلباب صمتنا ونصحوا من سباتنا ونثور لأجلها ولأجل ذرات رمالها,لأجل نسائم صباحها,لأجل أنفاس مساءها,لأجل عنفوان أطفالها,لأجل عزة وشموخ وكبرياء شيوخها,لأجل مجدها الغابر وأبطالها ورجالها الذين عرفهم القاصي والداني وشهد لبطولاتهم الكل..
آن لأبين أن تلحق بركب التطور والرقي والازدهار وتتعافى من أسقامها وتشفى من جراحها وتستأصل ذلك الداء الخبيث الذي ينخر في جسدها منذ سنين,فسلبها عافيتها وصحتها ونهب خيرها وثروتها وحرم أبناءها من كل شيء..
فهد علي البرشاء
إلى أبناء أبين.. 1239