السويد تغلق السجون لعدم وجود لصوص، قتلة، مجرمين بمعنى لا يوجد زبائن.. خبر يجعلك تزعل لأنك لم تكن سويدياً ولا حتى مغترباً في السويد، أناس لا يسرقون! إذاً ما فائدتهم؟ بشر لا يمارسون النهب والسلب أكيد ليسو قبائل ولا بينهم واحد رجال! خبر صغير لكنه أكبر من أن أمر عليه هكذا مر الكرام، بلاد تغلق السجون أي أنها وصلت إلى مرحلة من الاكتفاء في حاجيات الإنسان إلى درجة أنه يستحيل أن يفكر في ما عند الآخر..
بلاد تعرف الله جيداً لأنها عرفت العدل بين مواطنيها في زمن النهب والسلب العربي والفساد المنظم، لا وجه للمقارنة أبداًَ بين السويد وبلادنا فقط هناك أسرة أسمها بيت "سويد" أغلب الظن أنهم ليسو من السويد.. في بلادنا لدينا قصص وحكايات مع السجون..
كل من كرهناه أدخلناه السجن، سجن الأقسام اللعينة، السجن المركزي البغيض، سجون خاصة درجة أولى (أمن سياسي/ أمن قومي) سجون المشائخ وهذا الأخيرة هي الإشكالية الرئيسية، حيث ما زال للمشايخ سجونهم الخاصة التي يعذبون فيها الناس في القرن الواحد والعشرين، وينتهكون حرياتهم في ضوء النهار مع أن هناك مؤسسات عقابية رسمية، إلا أن الشيخ يرى أنه الأولى والقادر على تحديد نوعية العقاب والطريقة والملة ما أبشعكم.
إن المشائخ مثلوا نقطة سوداء في التاريخ السياسي والاجتماعي لليمن (المشائخ أصحاب السجون) فهم من ساهم في خلق الأوضاع المأساوية واللاإنسانية واللا طبيعية في هذا الوطن وما زالوا يفعلون.. وما يؤسف أنه عندما قامت ثورة الشباب السلمية الشعبية في 2011م لم تطالب بإنهاء دور المشائخ وتدخلهم في الشأن السياسي كونهم قوى عليها علامات استفهام ولا ينبغي أن تكون ضمن قوى التغيير أبداً.
إن السجون الخاصة تدل على الجهل وضعف الوعي بحقوق الإنسان فمن يسلب حقك لا يمكنه أن يدافع عنك ومن يجعلك تابعاً له، لا يمكن أن يقبل بك رئيساً أو على أقل تقدير نداً له.. ومن يعطي نفسه الحق في حبسك وقهرك لا يمكنه أن يتحدث عن الحرية بقناعة تامة..
لست ضد الشمائخ كفئة من فئات المجتمع التي لها وجودها وتأثيرها لكن لست مع تدخلهم في الحياة السياسية، إلا وفق القانون، ولست مع منحهم أكثر من حقوقهم، ولا بد أن يثبتوا أنهم مؤمنين بالمواطنة المتساوية أولاً حتى نؤمن بهم والشيء الأهم أنهم أي المشايخ في حاجة إلى برنامج إعادة تأهيل لإدماجهم في المجتمع منهم ما زالوا يعيشون بعقلية الاستبداد واللا قانون واللاحقوق.. مناهضين لحركة التغيير إلا إذا كانت تصب في مجرى أهدافهم.
السجون التي تغلف في السويد يفتح ويشيد مقابلها المئات من السجون في بلادنا واللصوص الذين اعتزلوا اللصوصية في السويد يولد في بلادنا كل عام مقابلهم ألف جديد لأن الحكومة لم توفر له لقمة العيش ولا العمل المناسب ولا التعليم ولا السكن ولا بصيص أمل.
لا يسرق أحد في وطني إلا بسبب ولا يكون مجرماً إلا بدوافع ومقابل كل سارق صغير، هناك سارق ولص كبير.. لكن السجون تبنى وتفتح لهؤلاء الصغار فقط لذلك هي كثيرة وعامرة بهم.
دعوتي للحكومة أن ابنوا سجوناً كافية، فالأوضاع تحرض على كل أنواع الجرائم ولا ينبغي للجلادين أن يعبثوا بلا ضحايا.. وتحية للسويد لأنها آمنت بحقوق الإنسان وعملت على حمايتها وارتاحت.
محاسن الحواتي
أبنوا مزيداً من السجون!! 1687