المرحلة الراهنة من عمر هذا الوطن الجريح صارت ـ وبكل ألم ـ مرحلة إرهاب بكل ما تعنيه الكلمة من رعب وخوف,, مرحلة موت وانهمار لشلالات دماء يمنية بريئة لا ذنب لها سوى أنها من هذه الأرض الطيبة التي لوثها الأوغاد بلؤم أفعالهم الشيطانية التي لا حيز فيها إلا للقتل والتدمير والشحناء والأشلاء وأصوات المقابر الموحشة وابتعدت سنوات ضوئية عن الانتماء وعن الوطنية اليمنية التي لا تمت لهم بصلة أبدا..
لن نفلح أبدا ولن نخرج لبر الأمان ولن ترى بلدنا خيرا طالما نحن تسيرنا أهواؤنا وأمزجتنا ونرجسية ساستنا وعشوائيتنا وإتباع أجندات لا وجود فيها إلا لزوال بلد اسمه اليمن ويسعى البعض لزيادة الطين بله ولصب الزيت على النار دونما ضوابط أو التزام تفرضه علينا أخلاقيا تنال ووطنيتنا الموءودة وخوفنا على هذا الوطن الغالي ندور في دائرة مقفلة من الفتنة والتخبط والقتل ومحو الغير واغتياله وفرض المجون بقوة الدبابات والقنابل ولم يعد للسلام مكان بيننا ولغة القتل صارت تسبقنا لحيث نجد الموت يشرع لنا التوحش بعيون من لهب ومخالب من نار وسعير..
أصبحت ثقافتنا ترتكز على مبادئ غريبة ما عهدناها من قبل والحالة السياسية والاقتصادية قد ألقت بتبعاتها السيئة على الحالة النفسية والأخلاقية للمواطن الذي صار أكثر عدوانية وقلة صبر وتسرع في إطلاق الأحكام وشرارات الكلام والتصرفات والسلوكيات الغاضبة لخوفه من مجهول قادم ومن وطن صار قاب قوسين أو أدنى من الهلاك.. مَنْ مِنْ مصلحته جعل الواقع يموج في فوضى ماجنة وانتكاسات عارمة وخراب ليس له حد وهدم لكل شيء, هدم في المبادئ والأخلاق والوطنية وهدم لكل قيم البناء ومبادئ التعايش مع الآخر؟ مَنْ مِنْ مصلحته عدم استقرار اليمن وإفشال كل الخطط التي من شأنها أن تضمن لنا واقع آمن لكل مواطن يمني مازال يبحث عن وطن حقيقي بين ركامات الدخان والبشاعة التي مازالت تحيط بنا من كل مكان ومن كل اتجاهات الألم والموت ؟مَنْ يغرق الأسواق بالسلاح وذخيرة الموت والفناء وقتل الحياة؟ مَنْ يحرك العصابات ويدبر الخطط الموغلة في التناحر والاقتتال؟ مَنْ يوغل في النفوس المشاحنات والمكايدات والشحناء والهلاك؟ مَنْ يذكي الفتنه ويشعلها وكلما خفتت شعلتها أشعل لها ألف فتيل ملتهب من الطائفية من يفرق الجموع التي جمعها صوت الوطن على حبه ذات ألفة صارت مشتتة الأصقاع؟ مَنْ يفرق الجموع التي من شأنها أن تبنى وطن وتنشئ جيل يكون كل ولائه لله وللوطن ولشعب مثهور وكادح أضحى الموت يتشكل أمامه بكل ألوان أن استطعنا أن نجيب على هذه الأسئلة التي دمرت الوطن فربما حينها نستطيع أن نحد من زواله؟؟ ومادامت الدولة نائمة عن كل هذا فمن الطبيعي أن نرى كل يوم شكل جديد لتنامي العصابات والخطط والكايد وأشكال جديدة من التفجيرات والفوضى والهدم والذي لم يسبق لنا أن رأينا له مثيل ولم نعهده أبدا في تاريخ اليمن,, وطالما وان الدولة تاركة الأمور على حالها فنتوقع أن القادم سيكون أسوأ بكثير من كل التوقعات وطالما والدولة لا تولي إي اهتمام بهيبتها وفرض احترامها وكله عندها ماشي وكيفما كانت تكون فنتوقع تناسل هذه الأعمال الإجرامية وتزايد أشكالها ترهيبها للناس ولأمن الوطن متن أقصاه إلى أقصاه.. صرنا نجهل كل شيء في بلدنا وتشابكت كل الزوايا والمواقف والوجوه الأقنعة ولكن الشيء الوحيد الجلي أمامنا أن كل طرف بما لديهم فرحون ولا شيء غير هذا وفي المقابل يبقى الوطن هو الخاسر الأكبر والمواطن البائس هو الرهان الخاسر والجرح الغائر والدم المنهمر على ثراك يا وطن الأفاعي الناعمة.. ولا عزاء للطيبين..
سمية الفقيه
لمصلحة من يوأد الوطن؟؟ 1223