للمواطن دورًا مهمًا في تحقيق الأمن، ومحاربة الفساد والجريمة، وهذا من أولوياته ومسؤولياته فقد قال الله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} و قال صلى الله عليه واله وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضف الإيمان» وعليه يتضح أن محاربة الفساد من الأمور التي يجب أن يلتزم بها المسلم وتخليه عن هذا الأمر أو إفراطه فيه يؤدي إلى الغلو والتطرف مما ينتج عنه مفاسد عظيمة لا تقل خطورتها عن نتائج الفساد والانحراف, فقد تعددت أساليب ومظاهر الإرهاب في السنوات الأخيرة، ولجأ الإرهابيون إلى استخدام وسائل العلم الحديث وتطبيقاته في سبيل الوصول إلى أغراضهم وتحقيق أهدافهم، واتخذ الإرهاب أشكالا عديدة حيث تعددت في السنوات الأخيرة حوادث خطف الطائرات وتغيير مسارها بالقوة فضلا عن الاستيلاء على السفن في البحر والسيطرة على الناقلات في البر أو تفجيرها وانتهاء بإهدار حياة الكثير من الأفراد من الآمنين ممن لا علاقة لهم بالقضايا التي يتبناها الإرهابيون بالإضافة إلى خطف الأشخاص واحتجاز الرهائن وتدمير المنشآت الحيوية والمباني العامة وإشعال الحرائق ووضع المتفجرات والعبوات الناسفة في الأحياء والمجمعات السكنية , فان حماية الوطن لا تقع على أجهزة الأمن وحدها أو مؤسسة وحدها فلا الجيش وحده يكفي لحماية الوطن، ولا الأمن الداخلي وحده يكفي لحماية الوطن، فحماية الوطن يحصل بتعاون المؤسسات مع المواطنين، هذا مع الشعب الذي يبني الوطن والذي يحميه ويدافع عنه ويرد عنه المكائد والمؤامرات وشرور الأعداء.
الوطن،ودور الأمن في الدولة يتركز في الدفاع عن الوطن وفي حمايته من أي عدوان , فالمواطن هو أساس بناء الدولة .فمن الضروري وجود علاقة قوية بين الأجهزة الأمنية والمجتمع لمنع الانحراف والجريمة والمشاركة سوياً في مكافحتها وتلعب المؤسسات الاجتماعية أدواراً تكاملية مع المؤسسات الأمنية لإحداث الاستقرار للمحافظة على منجزات مؤسسات المجتمع المختلفة وعدم العبث بها أو إفسادها: فالوطن هو بيت الإنسان جميعا ، فإذا كان الإنسان لا يعبث بمنزله ومحتوياته فمن الأولى ألا نعبث بمنشآت المجتمع , وإن من أوجب واجباتنا المبادرة إلى إقامة مجتمع على أسس متينة وطيدة الأركان ، فالأمن عصب حياة الأمم كما هو عصب حياة الأفراد، وعليه يتوقف الاستقرار السياسي والاقتصادي.
وللمؤسسات المجتمع دور كبير في حفظ الأمن، وذلك بمساهمتها في نشر مفهوم الوعي بين أفراد المجتمع، فأجهزة الأمن والأسرة، والمؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام المختلفة، كلها لها دور في نشر الوعي بين الأفراد ، بل هو واجب وطني يشترك في أدائه كل مواطن صالح غيور على وطنه, و أن كافة المسئوليات التي تقع على عاتق المواطنين هي مسئوليات تهدف في المقام الأول تحقيق الصالح العام هو الهدف الرئيسي من نشأة السلطة و الدولة فالدولة جاءت لتحقيق صالح المجتمع و خير أفراده ككل و هو ما لا يتأتى إلا من خلال أيمان الإفراد بالصالح العام و الخير المشترك أن الخير واحد بالنسبة للفرد و الدولة ، و أن خير المجتمع أكثر كمالا و أسمى و أجدر بالسعي من الخير الفردي ، فالأمن الاجتماعي هو انتصار الإنسان على نفسه ونسأل المولى جل وعلا أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وبلاء، وأن يديم علينا الأمن والاستقرار
.. المواطن..
مجاهد أحمد
دور المواطن في تحقيق الأمن 1351