دائماً مع الامتداد ينحرف الاتجاه وتضيع الأهداف الكبرى.. إذ أن انحراف حقير يكبر مع مرور الوقت ليصبح انحرافاً عن الطريق المرسوم والهدف المرجو تحقيقه من هذه الطريق وفي هذه الأيام هناك اتجاه في المشهد السياسي اليمني نحو التمديد للرئيس هادي, طبعاً مازالت الأخبار غير مؤكدة حول فترة التمديد.
وفي هذا الصدد أقول المشكلة لدينا ليست في التمديد ولا الانتخابات القادمة, بل في المهزلة الحاصلة اليوم وتركيز الناس حول قضايا التمديد والانتخابات ونسيانهم للمطالب الثورية التي أوصلتهم إلى السلطة من أجل تحقيقها.. الحكومة فشلت ومن أفشلها هم مشاركون فيها, الهدف تذكير اليمانيين بعهدهم البائس وحتى نتباكى عليهم, لكن هذه الأمور لم تعد تنطلي على الشعب اليمني.. بصرف النظر عن الأوضاع المتردية اليوم في كل المجالات ومن السبب فيها.. فليس هذا هو حديثنا في هذه اللفتة.
جمال بن عمر المبعوث الأممي إلى اليمن حسم الأمر وقال إن ولاية هادي لن تنتهي في فبراير, لا ندري لماذا هو قال لأن المهام المنوطة بالرئيس لم يكتمل تنفيذها وبالتالي لزاماً تمدد الفترة حتى تكتمل المهام التي من المفترض إنهاؤها مع مخرجات الحوار الذي مازال عالقاً.
ما نريد فهمه من السيد/ جمال بن عمر كيف ستتم عملية التمديد, هل بانتخابات توافقية جديدة يجري فيها سوق اليمنيين إلى صناديق الاقتراع كقطعان من الأغنام في مشهد عبثي يصور المواطن اليمني وكأنه عاجز عن اختيار رئيس بإرادة حرة؟, أم هذه المرة لا يهم رأي الشعب وغضباً عن الجميع ورغم أنف الديمقراطية سيتم التمديد؟.
التمديد أصبح قضية سياسية ومجالاً للتراشق الإعلامي بين مختلف القوى السياسية وتثار أسئلة من المستفيد من التمديد هادي.. الإصلاح.. الحراك.. الحوثيون.. الشباب والثورة.. المؤتمر الذي لم يرفض فكرة التمديد لحاجةٍ في نفس يعقوب؟!.
الكل يفهم من وراء مواقف القوى السياسية فكرة فحواها هموم الوطن آخر اهتمامات النخب السياسية التي تسعى لتحقيق مصلحتها الضيقة على حساب المواطن الذي ضاق ذرعاً بالأوضاع السياسية المتردية يوماً بعد يوم!.
محمد المياحي
من المستفيد من التمديد؟ 1538