هناك من يقول: إن الثورة في اليمن قد أسقطت حقوق المواطنين ولم تسقط الفاسدين!.. ولا تجد كل ذي لبٍّ إلا ويتعجب أشد العجب من مثل هكذا كلام ويرى بأن المتحدث بمثله يستحق الملام .. فيكفي الثورة أنها صيرت المملكة الصالحية عصابة عفاشية بين قطاع طريق وقطاع كهرباء ومصاصي دماء, هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية نتساءل مقررين: هل رأينا الثورة إلا المواطنين؟!.. والذي يقول بأن الثورة أسقطت المواطنين فإن كلامه يقتضي أن المواطنين قاموا بإسقاط أنفسهم..
والحقيقة التي تعمى أو يتعامى عنها البعض أن المواطنين قاموا بثورة ضد الفساد والفاسدين!, والآن الفاسدون يقاومون المواطنين، والصراع قائم حتى ينتصر الوطن والمواطنون.. فلم يتحدث البعض وكأن الثورة مخلوق فضائي جاء من الفضاء ليسقط الفاسدين فأسقط- خطأ- المواطنين!.
يجب قراءة الواقع بشكل متعمق ولا نقف عند السطحيات, فهناك ثورة قام بها المواطنون اليمنيون ضد الفاسدين من اليمن والذين يعملون لحساب الخارج الإقليمي والدولي المتآمر, والخارج المتآمر لن يقف مكتوف الأيدي أو متفرجاً وعبيده يتساقطون كتساقط أوراق الخريف؛ أي لا بد وأن يقف مع عملائه في الداخل بالطريقة المناسبة التي تتوافق مع مصالحه الأمنية والاقتصادية, فمثلاً ثورة تنفع معها مبادرات وحوارات وأخرى مؤامرات وحروب.. وتحت سقف أحداث المبادرات والمؤامرات لا نغفل شيئاً واحداً مهماً وهو أن المعركة قائمة بين الوطنيين الذين يمثلون الثورة وحب الوطن وبين المتآمرين الخارجيين والداخليين الذين يدعون الوطنية وهم يتاجرون بها تحت سقف المبادرة تارة والمؤامرة تارة أخرى, فما ينفع في اليمن ومصر وتونس من مبادرة وحوار لا ينفع في سوريا, فوسائل المؤامرة متنوعة لكن المتآمرين والتآمر واحد؛ لهذا ليس هناك فرق بين الأحمر الإبراهيمي - عفواً- الأخضر وبين ابن عمر, فكلاهما رسولا المجتمع الدولي المتآمر سيئ السمعة والصيت, إلا أن هناك رسولاً ينسجم مع المبادرة والرعاة وآخر ينسجم مع المؤامرة والذئاب, فذئاب مؤامرة مصر هم أنفسهم رعاة مبادرة اليمن.. (إن في ذلك لذكرى لمن ألق السمع وهو شهيد), ووالله إنه لقادم اليمن الجديد مهما وقف أمام عجلته وحفر العبيد!.
د.حسن شمسان
الثورة.. ليست مخلوقاً فضائياً! 1445