خصائص مضادات الحيوية المثالية:
لننتقل الآن إلى استعراض المضاد الحيوي المثالي والذي يجب أن يكون ذا تأثير اختياري فعال على الميكروبات المرضية ويستحسن أن يشمل تأثيره أكبر عدد منها ويفضل أن يكون قاتلاً لهذه الميكروبات وليس مثبطاً لنموها مبطئاً لتكاثرها فحسب.. ويجب ألا تنشأ عند الميكروب مناعة ضد المضاد الحيوي بعد استعماله حتى تظل دائماً وأبداً حساسة لتأثيره القاتل، وألا يؤثر بأي حال من الأحوال على خلايا الجسم حتى لا يسبب ضرراً على أي عضو أو نسيج في الجسم مهما بلغت جرعته من الضخامة أو مدة استعماله من الطول, وأن يكون سهل الامتصاص في القناة الهضمية حتى يمكن تعاطيه في الفم، سهل النفاذ في أغشية الجسم حتى يصل إلى موطن الداء أينما كان بفاعلية قاتلة للميكروبات، وألا يحدث أي أثر ضار على الخلايا الكلوية من خلال الكمية التي تفرز عن طريق الكلى.. وأخيراً يجب أن يكون إنتاجه وافراً وتتطابق مواصفات تركيبة مع معايير المنظمة الدولية للغذاء والدواء وأن يكون سعره في متناول جميع المرضى, خاصة الفقراء, بيسر وسهولة.
فهل وصل العلم وشركات الدواء العالمية إلى المضاد الحيوي المثالي؟, وهل بين أيدينا الآن وفي السوق الدوائية والصيدليات اليمنية العقار الذي تتوافر فيه كل هذه الصفات؟، أم أننا نجد كميات من الأدوية المقلدة والمزيفة والمغشوشة تملأ رفوف كل الصيدليات بكل أسف والتي تدخل إلى البلاد عن طريق التهريب عبر الموانئ البرية والبحرية والجوية وعن طريق تجار الشنطة؟.
كيف يؤثر المضاد الحيوي على البكتيريا؟
تختلف المضادات الحيوية بعضها عن بعض في كيفية تأثيرها على الميكروبات، وبالإمكان تقسيمها إلى الأنواع الآتية من حيث كيفية تأثيرها على البكتيريا:
1- مضادات حيوية تؤثر على جدار الخلية وتقتلها أهمها: البنسلينات ومشتقاتها، الكفالوسبورينات، فانكومايسين.
2- مضادات حيوية تذيب غشاء الخلية البكتيرية أهمها: بوليمكسين، كولستين، نوفوبيوسين.
3- مضادات حيوية تتدخل بعضها في تخليق بروتين الخلية البكتيرية وتوقف تكاثرها أهمها: التتراسمكلاينات، كلورامفيدكول، ستربتوماييسين، المكروليدات.. وهناك مركبات كيميائية لها تأثير فعال في وقف تكاثر الميكروبات لكنها ليست مضادات حيوية مثل: مركبات لاسلفا، نيتروفيورانوين، حامض الناليديكيك.
أخيراً لا بدم من الإشارة إلى أن استعمال الضادات الحيوية بصورة مستمرة قد تصيب بعض المرض بعدوى الفطريات بضروب شتى من الالتهابات في الفم واللسان والحلق والشعب والرئتين وحول الأعضاء التناسلية والشرج، وقد بداء مجال الأبحاث حدياً يتجه إلى إنتاج مضادات حيوية تؤثر على هذه الفطريات وأثبتت نجاحها.. كما ظهرت وانتشرت نوعيات جديدة من الأمراض من جراء استعمال المضادات الحيوية ناتجة عن آثارها السامة على الجسم مثل الأنيميا الناشئة عن تهتك نخاع العظام من جراء استعمال الكلورامفينكول أو الصمم الناتج عن استعمال الكانامايسين على سبيل المثال- كذلك انتشرت مظاهر الحساسية من طفح جلدي إلى ربو شعبي.. إلخ من جراء استخدام البنسلينات ومشتقاتها وكفالوسبورينات وغيرها.
إننا نشعر بالسعادة والفخر أننا نعيش في عصر توصف فيه الطب وعلماء الميكروبيولوجيا وبنجاح لإنتاج تلك العقاقير في القضاء على الميكروبات والفطيرات التي تسبب الكثير والخطير من الأمراض، من أجل خير الإنسان وصحته وشفائه، ودخل الطب في عصره الذهبي الذي غير مفاهيم كثيرة من أصول الطب وفن المعالجة، وصرنا نعيش في عصر نطلق عليه بكل فخر واعتزاز (عصر المضادات الحيوية).
إننا نهيب بالمسؤولين, وخاصة مسئولي وزارة الصحة والطب العلاجي والهيئة العاملة للأدوية, أن يقتدوا بالدول المتحضرة ممن سبقتنا في منع صرف هذه العقاقير إلا بتذكرة طبية رسمية ومختومة وصادرة من طبيب أخصائي أو استشاري حتى نحافظ على هيبة وسمعة الطب والأطباء ولكي نحافظ على فاعليتها الشاملة الشافية، ونحمي بذلك مواطنينا من أضرارها، وكذلك تشديد وسائل الرقابة عبر الموانئ ضد تجار الشنطة ومهربي الأدوية المغشوشة والمقلدة والمجهولة المصدر وتكثيف وتشديد الرقابة على دكاكين الأدوية وصيدليات ومخازن بيع الأدوية واختيار فريق يتمتع أفراده بالنزاهة والوطنية والكفاءة والأمانة.
د.عبدالسلام الصلوي
احذروا الأدوية الحديثة والمقلدة (2-2) 1287