هذه كلمات مواطن بثقافة بسيطة وتعليم محدود, إلا أنه يحب وطنه أرضاً وإنساناً, كلمات ممزوجة بالأسى والحزن على ما يجري في وطنه الحبيب, فقد مرت سبع سنين عجاف منذ أن ظهرت حركة الحوثي على السطح ومرت معها ست حروب لم تزد الحركة إلا قوة وتمكيناً كان لسياسة الرئيس السابق الفضل الأول فيها, فلا هو الذي أحياها ولا هو الذي أماتها, بل شن ست حروب عليها لم نر فيها عزم دولة على القضاء على حركة مسلحة قامت بمنازعة الأمر أهله ولكننا كنا نشم رائحة سياسة قذرة وتوازنات سياسية مقيتة, فكلما أحكم الجيش قبضته على الحركة وشارفت المعركة على الانتهاء أتت الأوامر بوقف القتال زعماً بأنه تم التوصل إلى صلح..
وهنا أنوه إلى أن الرئيس السابق يتحمل دماء الذين قتلوا خلال تلك الحروب من مدنيين وعسكريين والذين أزهقت أرواحهم هباءً.. وعندما أتى الرئيس الحالي استبشرنا خيراً بأنه سوف يعيد هيبة الدولة ويفرض سيادتها على كل أرجاء الوطن وإرجاع الحقوق إلى أهلها ويعتبر بسلفه.. ولكننا فوجئنا برئيس لا هم له إلا تمكين الزمرة من النفوذ في الدولة وإسكات القوى السياسية بمنصب هنا وموقع هناك, وكنا كالمستجير من النار بالنار..
وفي هذه الأجواء ازداد الحوثي عتواً وطغياناً وبغياً على المواطن الذي يفترض بأن الدولة أن تحجميهم وتحمي أمنهم وأنفسهم وأموالهم, إلا أنها (أي الدولة) تكتفي بإرسال وساطات ولجان لإقناع الحوثي بأن يرفق بهؤلاء الذين لا ذنب لهم سوى هوية لا تناسب أجندة ولا معتقدات ولاية الفقيه.
وأقول هنا لأصحاب القرار الذين لا قرار لهم: لا تتباكوا على الوطن فأنتم من ضيعه وأهدرتم كرامته ولا تتباكوا بأن هناك إرهاباً فأنتم من يصنعه ويغذيه, فكل من ساند الدولة ضد الحوثي من أبناء القبائل في صعدة وغيرها تركوا للحوثي لكي يصفي حسابه معهم, وكل من دعم الدولة في قتالها مع القاعدة تركوا للقاعدة لكي تضفي حسابها معهم.. ولا تلوموا المواطن الأعزل إذا جاء مقاتلاً يرد عدوان الحوثي بعد أن تخلت عنه الدولة وأصبح هو الموكل برد العدوان.. وإلى حين إشعار آخر: عذراً دماج ولا نامت أعين الجبناء.
عبد المجيد جسار
دولة بلا دولة 1216