أستغرب ممن يعيب على آل سعود تهجيرهم اليمنيين من السعودية وتمويل عملاءهم في الداخل اليمني ورعاية المبادرة التي باطنها يهلك الحرث والنسل، ولا يعيب الحكومة اليمنية في صمتها المخزي تجاه ما يحدث للمسلمين من المجوس في صعدة.. إن العيب كل العيب في حقيقة الأمر موجود بيننا ويعيش في أوساطنا وتجلدنا أسواطه في الوقت الذي نظل نسمع أصواته تحت سطح قاعة الحوار أو تحت قاعة -التوافق السياسي.
إن الوطنية الحقة إذا أرادت أن تنتصر عليها أن تميز نفسها عن مدعي الوطنية وخونة الوطن والذين قد حُقِنوا بحقن إيرانية سعودية ضد الوطنية فمدافعتهم -لا التوافق معهم- هي سنة إلهية.. لكن مثلنا -ونحن نلعن السعودية- مثل من يلعن أماكن الصرف الصحي البعيدة عنا كل البعد وفي الوقت نفسه نتوافق مع ذلك البعوض الذي يروح إليها صباحاً ويغدو منها حاملاً العدوى ولا نفكر كيف نتحاشاه وضرره ما دام تلك المستنقعات لا بد منها للاستفراغ الغربي.
أمي الكبيرة هناك بعوض لا تجدي معه نظافة المكان ليندحر ويذهب ليقيم فوق سطوح مياه تلك المستنقعات, لكنه يعود ويصدر أصواتاً مزعجة يصدر ويتكرر ذهابه وإيابه محاولاً تلويث الجو النظيف وإصابة الجو الصحي بالمرض، مثل هذا لا ينفع معه إلا المبيد الذي تمليه علينا سنة التدافع والذي لا تسمح به سياسة التوافق أو النفاق السياسي.
ومن هنا أقول بلسان حال الشعب اليمني الحر مخاطباً أمي الكبيرة:" إن البعوض والذباب قد آذاني وأقلق سكينتي وأذهب وقاري وإن سياسة الهش معه تصبح نوعاً من الغش، فقومي وقصي جناحيه فإن عاد راجلاً فاسحقيه بقدميك.. فإنني أخجل أن أستخدم عضلاتي في حضورك حتى لا أجرح -أمي الكبيرة- شعورك".
د.حسن شمسان
هناك نوع من العبيد.. لا يجدي معه غير المبيد! 1347