دائماً ما يحاول اللاعبون على أوتار العواطف تهييج السذج تحت مسميات المظلومية المبطنة بالظالمية النتنة حتى يصلون بهم إلى مرحلة الهيام السُكْرِي واللاعويي التخديري؛ ليفقدوهم عقولهم التي كرمهم الله بها من أجل أن يميزوا بين النجدين؛ فيقعونهم أخيرًا صرعى كـ:أعجاز أجسادٍ خاويةٍ من كل مضمون الإنسانية والشرف وهذا تمامًا ما يقوم به الحوثي مع زبانيته الذين يستخدمهم لقتل أهل دماج، ولكنني مع كل ذلك لا ألوم الحوثي تجاه ما يقوم به فما ذنبه إن تواجد في أوساط متخلفين وعبيد؟!، أليس من حقه أن يستغل غباءهم ويستعطفهم بالتسلق على ظهورهم وظهر آل البيت؟!, فيضيف بذلك صبغةً دينية عميقة تمكنه من الوصول إلى هدفه السياسي بأقل فترة ممكنة مع أكثر تأييد محشود كما يعتقد، فهو لا يفكر في الدين مطلقًا بقدر ما يراه وسيلة مناسبة للوصول إلى ما يريده، ولا غرابة أيها القارئ الكريم أن يحاول الحوثي كمتمرد بسط نفوذه مبتدئًا بإزالة العقبات التي تعرقل أمامه الطريق لبناء مملكته وتنميق عرشه وذلك من خلال استحواذه على أصحاب العقول المقفلة والبداية بالتأكيد هي من الأساس الذي يجب على من يريد تدعيم بناء راسٍ أن يبدأ به وهذا ما يقوم به الحوثي وهو إزالة الشوكة التي علقت بحلقه والذي يعلم مسبقًا أن الفكر الذي يبثه ويسعى لإقناع الآخرين به لا يفرض إلا بالقوة المسلحة وبغيرها لا يمكن لأحد أن يتبعه، وإلا لوافق الحوثي على تسليم سلاحه الثقيل إلى يد الدولة واستبدل تمرده المسلح هذا وقتله للأبرياء الذين لم يوافقوه على معتقد الولاية الذي يؤمن به باستخدام الوسائل السلمية والحوارية في تقابل الفكر بالفكر الآخر والطرح بالطرح المضاد، ومن السذاجة- طبعًا - أن يقتنع عاقلٌ بخرافات الخميني وخامئني التي استوردها الحوثي مع المبالغ المالية التي يستمطرها من إيران وهذا ما جعله يؤمن بفكرة الأسلوب العنيف المسلح لا بغيره لفرض رافضيته المرفوضة بين أوساط اليمنيين (زيديون، شافعيون)، لكن من يستحق أن نلقي اللوم عليه في هذه القضية المؤلمة التي يتجرعها الدماجيون اللذين لم نسمع عنهم يومًا أنهم آذوا أحدًا أو تقطعوا لأحدٍ أو قتلوا أحد هو الدولة برئيسها وحكومتها وجيشها، الأمر إليك يا سيادة الرئيس فصعدة محافظة يمنية لا جوارية شقيقةٌ كما نرى أنك أصبحت تراها وحكومتنا الموقرة، يا فخامة الرئيس إلى متى ستقف متفرجًا وكأنك تحكم مباراة كرة قدم لا رئيس دولة يتحمل كل صغيرة وكبيرة حتى الشوكة يشاكها المواطن فضلاً عن قتل أبرياء وتدمير منازلهم فوق رؤوسهم!، لقد أثخن الحوثي القوارير والرضع والرتع وأنتم تباركون ذلك بصمتكم المريب، لماذا يا فخامة الرئيس لا تعيد صعدة إلى اليمن ولماذا لا تعيد الدولة إلى صعدة؟!، سيادتك تحذَّر أن تجعلنا نبدأ بتصديق الشائعة التي تقول إن من مصلحتك ومصلحة بقائك في الحكم أن تظل الأوضاع بهذه الكيفية من عدم الاستقرار والتمرد والقتل والتخريب هنا وهناك !،
أتمنى ألا تجعلنا نصل إلى قناعة بذلك، أرجو يا فخامتك أن تسأل وزير دفاعنا كيف يغلق الهاتف بوجه الشيخ الحجوري وأي مبرر سافر دعاه لذلك؟!, وهو الذي يتودد إلى الحوثي لكي يرضى وتحاولون أنتم كدولة عدم إغضاب الحوثي أو تعكير مزاجه خوفًا من أن يتنغص مزاجه فيجهش بالبكاء فيخرب كل ما حوله كالطفل عندما يتعرض للتوبيخ، بينما تقومون مع شيخ دماج بالسخرية التي تعرض لها من قبل وزير الدفاع!، أخبره يا سيادتك كيف يريد للشيخ الحجوري أن يسلم جبل البراقة الذي لولا استحواذ الدماجيون عليه لتمركز الحوثي عليه وأبادهم عن بكرة أبيهم ليس بدباباته وقاذفات صواريخه بل بالحجارة ثم وزير الدفاع يطلب من أهل دماج تسليم الجبل للسلطات الأمنية التي يترأسها محافظ صعدة "فارس مناع " الابن المطيع لسيده عبدالملك الحوثي الذي لا يقطع في أمرٍ دون إذنه، ثم يأتي وزير الدفاع ليغضب منه لأنه لم يسلم لكم حياته وحياة من يعيشون في دماج تحت عذاب الحوثي وقصفه، عندما تقومون بواجبكم الحقيقي يا دولتنا ولا يتعاون قيادات جيشنا مع الحوثي عندئذٍ يمكن للدماجيين أن يأمنوا حقيقةً وينسحبوا من الجبل الذي يأويهم؟!، وإلا فما هو ردكم أن يحاول أعوان الحوثي اقتحام دماج بلباس الجيش المعروف بمساعدة مع الجيش؟!، كيف تبررون دخول الجيش بمعاونة الحوثي في قصف دماج بعد رفض الحجوري تسليم قوته في ظل أن الحوثي مستمر في القصف والقتل رافضًا تسليم سلاحه أو الانسحاب من مواقعه مستميتًا في مواجهات قتالية شرسة، أهناك تفسير مقنع منكم يا سيادة الرئيس..
ويا فخامة وزير الدفاع للتدنيس الذي يطال المنظومة العسكرية في بلادنا بانصدامٍ قاتلٍ للنفسيات؟! برؤية الجيش وهو يحارب أهل دماج - حقيقةً - بالوكالة عن الحوثي..
أما أنت يا دماج الحبيبة أرسل إليك خبرًا سارًا أنك منصورةٌ بإذن الله، واطمئني فالكثير من حثالة العلمانيين من حقوقيين وناشطين لم يكونوا اليوم أول الحاضرين لوقفة نصرتك، نامي قريرة العين يا دماج بانتصارات واستبسالات أبنائك وهم يدافعون عن أنفسهم وأباءهم وأعراضهم، ولا تحزني فنصرك قد لاح عندما لم نجد ناشطي الغرب اليوم يتسابقون للتصريح أمام القنوات بالتنديد ضد الظلم والقتل الذي يتعرض له أهلك كما نجدهم دائمًا يتهافتون كـالكلاب على قصعتها إن كان الأمر متعلقًا بانتهاك حقوق الحيوان! فمعظم المنظمات الإنسانية لا تمشي إلا بمحرك المال الخارجي الذي يرفض الآن الوقوف مع أهل دماج المظلومين والوجاهات الثورية والشبابية لا تمشي إلا مع الشهرة ووقع الأصوات الناعمة وهذا حقًا ما هو كائن مع الأسف الشديد - كما يقول أحدهم ..
فكثيرٌ من الناشطين والحقوقيين والإعلاميين الذين يغردون دوما بحقوق الإنسان مستعطفين الناس بمشاعرهم المرهفة الحساسة خوفًا على حق المرأة والحيوان كذبًا وزورًا والذين لا يريدون من خلال تبنيهم لهذه المقترحات الفكرية سوى تحقيق مشاريع وأهداف هادمة هابطة؛ نجدهم اليوم جامدين كأن على رؤوسهم الطير مغلقين أفواههم العفنة دائمًا بكل مقرف وملجمين عليها بحفنٍ من الرمل الموحل بكل فضيحةٍ يخرجون بها إلى العالم مع تعدد المواقف التي تكشف للشعب أنهم بخلاف ما ينطقون وما يتغنون به، وليتها وصلت بهم حد الصمت وغض الطرف عما يحدث في دماج بل كثير منهم وأنا أتصفح صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي للتأكد من مواقفهم تجاه الجريمة التي يتفنن الحوثي فيها بحق أهل صعدة والتي لا يختلف عليها اثنان؛ وجدت منهم من يسخر ويهزأ من أهل دماج ويصفهم بالإرهابيين والذي من الواجب استئصال شأفتهم واصفًا إياهم بالتخلف والرجعية.. دماج لكِ ربٌ يحميك يا طاهرة، اتركي العهر لأهله؛ فالنصر بصهيل الخيل وحنكة الفارس لا بأزيز تغنج وتميع.
عبد الرحمن جابر
طاهرةٌ أنتِ يا دماج 1253