لا اعتقد مطلقا ان القوى الخارجية لا سيما الدول الداعمة للمبادرة الخليجية تسعى باي شكل من الاشكال لدعم اليمن ودعم استقراره للخروج الامن من ازمته الراهنة هذا بالطبع يؤكده الواقع عموما دون ادنى شك فليس من مصلحة المجتمع الدولي ان يظل اليمن متماسكا والوطن العربي عموما . ما حدث لثورة 11فبراير من انتكاسة حقيقية دليل واضح على تورط المجتمع الدولي والمجتمع الإقليمي على وجه الخصوص بشكل مباشر في احتواء الثورة عن طريق ما تسمى بالمبادرة الخليجية كخيار بديل عن جرها نحو مربع العنف على غرار بقية الثورات الربيعية خوفا من أن تتوسع رقعة العنف في حالة التشجيع على الاقتتال الذي ربما قد يغرق المنطقة برمتها لاسيما دول الجوار حيث منابع النفط الذي يعتبر الشريان الاقتصادي لدول الغرب, لذا فالمجتمع الدولي يدرك جيدا خطورة الموقف وما ستؤول إليه الأحداث وما سيترتب عليه من نتائج غير مرغبة فيها نظرا لطبيعة المجتمع اليمني وتركيبته الفريدة وما يتميز به من جاهزية قتالية عالية قد تجعله قدرا على مواجهة أي قوة عسكرية ناهيك عن امتلاكه الكميات هائلة من السلاح بأنواعه المختلفة, كل ذلك قد أثار مخاوف الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين في آن واحد كما أيضا الموقع الاستراتيجي الهام الذي يميز اليمن عن غيرها من دول المنطقة فاليمن تسيطر على اهم منفذ بحري في العالم وفي حال توسع العنف سيؤدي بشكل أو باخر إلى تقليص النشاط الملاحي إلى حد كبير قد ينذر بكارثة, أما بالنسبة فيما يتعلق بالحوار الوطني والذي يعتبر بندا مهما في المبادرة الخليجية لم تكن طاولته بمثابة المأدبة التي يتجمع حولها أفراد العائلة الواحدة كما يعتقد البعض بل هي في واقع الحال ليس اكثر من مجرد حلبة صراع اذا صح التعبير جمعت حولها كل الأطراف المتنازعة بمختلف التوجهات السياسية والاجتماعية والفكرية باستثناء التوجه الوطني والذي يعد الأهم, لم يكن الهدف الأساسي لهذا المؤتمر دعوة كل الأطراف دون استثناء للمشاركة الفاعلة تحت رؤية وطنية بحتة تهدف لحل قضايانا المتجذرة وتستمع لأصواتنا الصادحة بل كان الهدف منه تأجيج الصراع الكائن حتى يصل ذروته تحت إشراف دولي كي لا يتجاوز هذا الصراع درجة التعقيد وصولا إلى الفوضى ومن هنا تصبح كل الأطراف متقبله لواقعها وراضخة أمام كل الإملاءات سواء كانت داخلية أم خارجية في الوقت الذي تم فيه تناسي كل القضايا الوطنية والانشغال بقضايا مصطنعة. أما في ما يتعلق بمخرجات الحوار لاشك انه قد تم إعدادها مسبقا وسيتم تمريرها مادام هناك مجال يسمح في ذلك طالما هناك حلقة مفقودة في تلك السلسلة الممزقة إنها الحلقة الشبابية حاملة المشروع الوطني وبالتالي ما نخشاه في المرحلة الراهنة هو ضياع المشروع الوطني بين أروقة المصالح الحزبية والمناكفات السياسية والمطامع الخارجية وهذا وارد بحسب تقديري نظرا لغياب تلك الحلقة الهامة في الوقت الذي ظهرت أطرافا جديدة لم تكن في الماضي شيئا مذكورا قد ربما تتصدر المشهد حاليا وتصبح في المستقبل القريب مراكز قوى كبديل للنظام السابق تقوم بنفس المهام. على العموم من يعول على الخارج ويعتقد أن المجتمع الإقليمي والدولي جدير بحل مشاكلنا ويسعى للحفاظ على مصالحنا الوطنية هو في الحقيقة جاهل إن لم يكن متجاهلا مثله مثل الذي يستجدي العسل من فم الذبابة.
فواز العبدلي
مخرجات الحوار الوطني والتعويل على القوى الخارجية 1478