شاب أحرق نفسه لسوء الظروف المعيشية، آخر ألقى بنفسه من مبنى مرتفع بسبب مشاكل عائلية، وآخر انتحر شنقاً لعدم مقدرته الحصول على وظيفية، شاب توفي بسبب تناوله جرعة من الحبوب المُخدرة.. كل تلك العناوين أصبحت تتصدر قائمة الصحف اليمنية في الآونة الأخيرة. وجميع تلك الحوادث المؤلمة تذكرني بقصة "دراما الخائب"، دراما الخائب هي قصة قصيرة للروائي العالمي "ماركيز" الذي رحل وترك لنا دروس في الحياة، ماركيز تحدث عن الخيبة التي يعيشها معظم الشباب في هذه الأيام، فكم سمعنا عن حالات انتحار بين أوساط شبابنا، كل هذا بسبب غياب النظرة الإيجابية لهذه الحياة التي نعيشها. ماركيز تحدث عن الشاب الذي ألقى بنفسه من شقة في الطابق العاشر، وأثناء سقوطه راح يرى حياوات جيرانه الخاصة، المآسي المنزلية الصغيرة، علاقات الحب السرية، لحظات السعادة الخاطفة التي لم تصل أخبارها أبداً، بحيث أنه في اللحظة التي تهشم فيها رأسه على رصيف الشارع، كان قد غير نظرته للعالم كُلياً، وكان قد أقتنع بأن تلك الحياة التي هجرها إلى الأبد عن طريق الباب الخاطئ، كانت تستحق أن تُعاش. للأسف ذلك الشاب لم ير الحياة من منظور إيجابي، و لو كان رأى غيره كيف يعيش على هذه الحياة برغم المعاناة، لو كان رأى معاناة المحبين التي تخلق حياة زوجية سعيدة فيما بعد. لو تمعن ذلك الشاب وكل الشباب قبل أن يفكروا بالانتحار معاناة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وما لقيه من ظلم وافتراء، لكنه في الأخير أصبح أعظم خلق الله وبشهادة الأعداء، والحق ما شهدت به الأعداء. يجب على الشباب الخائبين أن يفكروا قبل الأقدام على الانتحار، عليهم أن يتأكدوا أنهم ليسوا الوحيدين من سيطر عليهم الحزن، وأن ليس كل من هم على قيد الحياة سعداء كما ظنوا. أستطيع أن أقول بأن أي إنسان خائب هو نفسه سبب خيبته؛ لأنه قد رأى العالم من منظور سلبي، و قام بتحويل معاناته إلى نهاية مؤلمة، بعكس الكثير من العظماء الذين استطاعوا أن يحولوا معاناتهم إلى قصص نجاح راقيه، تُضرب بها الأمثال، وتستفيد منها الأجيال. إن لكن إنسان حياة واحدة، عليه عيشها بحُلوها ومُرها، بصَفوها وكَدرها، لذا تستحق هذه الحياة أن تُعاش.
خالد وليد الفضول
دراما الخائب... 1640