;
عبدالقوي القيسي
عبدالقوي القيسي

بين تفويضين 1035

2013-10-11 20:27:24


فرق كبير بين تفويض الغوغاء والسوقة للسيسي وهو مجرد وزير خائن وبين تفويض الشعب اليمني للرئيس هادي وهو رئيس منتخب.
الأول خان اليمين الدستورية واعتقل الرئيس الشرعي وشرع في القتل الممنهج للخصوم السياسيين الذين يمارسون حقهم بطريقة سلمية حضارية وكل حجته أنه مفوض من مجاميع غوغائية خرجت لميدان التحرير بصورة عبثية تطالب برحيل رئيس منتخب بصورة ديمقراطية.
أما الثاني فهو الرئيس هادي الذي يكتفي اليوم بمشاهدة المخربين لمصالح الشعب وهم ينشرون الظلام في كل مدينة وقرية ويحولون أحلام اليمنيين إلى كوابيس مزعجة ويتحكمون في مصير البلد الاقتصادي من خلال الضربات المستمرة لأنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء ويمارسون على الشعب اليمني كله عقاباً جماعياً دون رحمة أو شفقة. رغم أن هذا الرئيس قد وصل إلى كرسي السلطة بتفويض شعبي حقيقي وهو يعمل اليوم وفقاً للدستور وفوق هذا هو مفوض إقليمياً ودولياً باعتباره رجل المرحلة لأنه الضمانة الحقيقية لعدم تفكك البلد ودخولها في حرب أهلية طاحنه أوشكت على الولوج فيها بعد ثورة فبراير السلمية التي وقف ضدها نظام صالح وفلوله بكل قوة وأحدثوا شرخاً في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية وكذا المجتمع رغم الأغلبية الكاسحة للجماهير الراغبة في تغيير نظام حكم أمضى ثلاثة عقود وفشل في تغيير حياة اليمنيين نحو الأفضل على كل المستويات ثم بداء يهدم أساسيات المجتمع فكان لابد من تغييره ولو ادعى أنه أطعم اليمنيين المنَ والسلوى.
لقد كان عبد ربه منصور هادي ولايزال هو المخلص المنتظر وقد بداء بالفعل باتخاذ الخطوات الضرورية لوقف انزلاق البلد في حرب أهلية مدمرة وخطى ببطء شديد في عملية هيكلة الجيش ونجح وهو اليوم يسير ببطء أشد في استكمال هذه العملية فلا يزال أعوان وأنصار صالح يغرفون من ميزانية الدولة المليارات باسم الجيش ولم تصحح إلى اليوم الأسماء الوهمية التي صرح الرئيس عنها بنفسه حيث يوجد أكثر من سبعين ألف اسم جندي وهمي في إطار ما كان يعرف بالحرس الجمهوري.
لقد نجح هادي جزئياً في مواجهة هذا التحدي لكنه فشل في مواجهة عمليات التخريب المنظمة للمصالح الحيوية للناس حيث تستمر الاعتداءات الهمجية التي تمضي على قدم وساق دون وازع من دين أو خوف من عقاب فالمخربون يعلنون عن نياتهم المسبقة في ضرب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء ويتوسع هذا العمل ويزداد مع سكوت الدولة المخزي بحجة أن الرئيس حريص على نجاح الحوار الوطني. ويبدي الجيش والأمن والمحافظون استعدادهم للضرب الموجع لهذه العصابات فتأتي حكمة الرئيس هادي لتمنع ذلك. ولا ندري أي حكمة
هذه وأي صبر هذا الذي تجاوز صبر أيوب. نخشى أن يكون السبب هو عامل الخوف من عصابات النظام السابق والمشائخ المستنسَخين والمستعَبدين للعهد السابق الذين الفوا تعاملاً ليناً من صالح ولم يروا يوماً العين الحمراء ولا يزالوا في غيهم يعمهون. إن صح هذا فو الله أنها الكارثة المحققة التي لا مناص منها بل هي بمثابة إلقاء أيدينا إلى التهلكة. ونحن نعلم أن من يترك الحزم في وقته يندم.
إن وضع حل حاسم لمخربي النفط والغاز والكهرباء هو اليوم من أولى الأولويات على الإطلاق وهو مطلب شعبي ورسمي على الرئيس عدم التردد فيه لأن البلد والناس يختنقون بل ويموتون من هذه الحرب الاقتصادية المركزة وإذا عجزنا عن هؤلاء الغوغاء فسنكون أعجز من أن نضمن نجاح مخرجات الحوار الوطني. وعلى الرئيس أن يفهم أنه مفوض من الشعب اليمني والمجتمع الإقليمي والدولي وإن كان هناك تراخ من المحيط الإقليمي فالمبادرة الخليجية ملزمة لهم أدبياً وأخلاقياً واجتماعياً كما أن قراري مجلس الأمن رقم 2014 ورقم2051 واضحان حيث يدين الأخير جميع الهجمات الإرهابية وغير الإرهابية التي تستهدف المدنيين والبنى التحتية الخاصة بإمدادات النفط والغاز والكهرباء. وقد عبر مجلس الأمن في هذا القرار عن استعداده للنظر في اتخاذ المزيد من التدابير بما فيها تدابير بموجب المادة (41) من ميثاق الأمم المتحدة ـ فماذا يريد الرئيس هادي أكثر من ذلك؟ فلا يشغلنه ماراثون الحوار الوطني عن أيادي وأصابع التخريب التي تنتهك حرمات الوطن كل يوم وتوشك أن تنجح في تحقيق أهدافها الإجرامية لإفشال الحكومة والرئيس وإعلان التمردات في بعض المحافظات؛ حتى لا يكون هناك انتخابات رئاسية أو برلمانية ولا تتحقق أي من مخرجات الحوار الوطني ويقتنع اليمنيون جميعاً أن التغيير ولو بالقوة أصبح ضرورة فيأتي عفاش أو من كدسوا الأسلحة في صنعاء وغيرها ليستولوا على الحكم بالقوة إنقاذاً للبلاد من التهلكة وتصحيحاً لمسار ثورة الشباب الشعبية السلمية كما سيطرح الإنقلابيون في حينه. يا رئيس الجمهورية لديك تفويض لا يمكن أن يقارن بتفويض السيسي وشرعية لا يمكن أن تقارن بشرعية السيسي, فلماذا التردد والخوف؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد