;
عبد الرحمن جابر
عبد الرحمن جابر

ماي دير بن عمر 1238

2013-10-10 11:02:52


إن يُسرق هاتفك فقد سُرق شعبٌ بأكمله وإن يسرِقوك فقد سَرق معلمٌ لهم من قبل!، بن عمر: إن كان خاطرك قد تكدر وعيشتك قد تنغصت لما جرى لك فلقدُ نُغصنا وكُـدرنا نحن وآباؤنا وأجدادنا طيلة سنوات ليست بالثلاثة عقود بل أكثر؛ قبل أن تأتي - أنت- إلينا لتشرب من نفس الكأس التي شربنا منها وتتجرع ذات الشراب الذي أُرغمناه، نعترف لك أننا نشعر بالخجل والخزي وسنظل كذلك جراء ما حدث لك؛ لأننا شعبٌ فاضل لا يرضى أن يحصل هذا من بعض أبنائه وما ينحرف إليه البعض ليس من سلوكٍ راسخٍ فيهم إنما ذلك نتاج "العدم الكافر" الذي يضطرهم لفعل ذلك! لكنْ لعل ما حدث لك بادرة خير وكما يقال" رب ضارة نافعة!" فقد تحركُ فيك هذه المضرة التي أصابتك روح الحمية والاستغاثة الحقيقيتين؛ لتسلم تقريراً " حناناً طناناً " عن اليمن والحالة التي يعيشها المواطن اليمني ولكي تقول لمن أرسلوك: " من يسرق خيرات وثروات اليمن ليس المواطن اليمني الباهل، بل كبراؤهم وأمراؤهم ووزراؤهم" فلم يكن غير هؤلاء حولك عندما ظل هاتفك طريقه؛ ليلقى نفسه بين أيدي أحدهم !
بن عمر: لم يكن لك في الأمر ناقة ولا جمل وكنت رسول سلام ووفاق بين كل الأطراف المتصارعة، رسولٌ من العالم إلى جزءٍ منه _ بصرف النظر عن خفايا الأمور _، لكنِ الآن وقد شرعت تكون مِنا وفِينا وأصبحت أحد ضحايا الأزمة الخانقة التي تعيشها البلد؛ صار لك عندنا ناقةٌ وجملٌ و" هاتف مسروقْ " ومقضى غرض !
نعلم أنه لا يهمك هاتفك "الجلاكسي " الذي سُرق بقدر ما تهمك الأرقام التي يختزنها كـرقم أوباما، وكيري، وبان كي مون ، والزياني، وعبدالله السعودي، وعلي عبدالله، وعلي سالم، وعبدالملك الحوثي، والشيخ صادق.....إلخ، فحالك ميسور وتستطيع بغمضة عين شراء عشرات الهواتف وبأحدث المواصفات فالخير كثير والحمد لله وأسأل من الله ألا يُعوزك لعاوزين ! فنكون حينها " بِطري نِكع فوق مخلوس" ، لكنني على يقين أن حالتك المادية ودخلك الذي يختلف كثيراً عن حالة ودخل المواطن اليمني _مكدر الحال_ الذي يقول _ظاهراً_ عندما يُسرق هاتفه مثل قولك : " التلفون ما هوش مهم عندي أهم شيء عندي الأرقام وقولوا للسارق يأخذ التلفون له ويرد لي الشريحة " مع أن حالته الحقيقية تنبئ عن غبن وقهر يكادان يخترقان صدره؛ ليصرخ بأعلى شهقة : أعيدَ إليَّ هاتفي يا من سرقته فلا طاقة لي بأن أشتري براتب شهري القادم هاتفاً وأظل جائعاً أنا وأولادي؛ نسأل الناس إلحافا!، لكن الذي أربك حساباتي وأثار قلقي عليك ماذا كان حال بان كي مون؟! عندما سأل عنك فلم يجدك واتصل فلم تُجب وشاور نوابه في أمرك فلم يردوا عليه بما يريح باله ويطمئنه عليك أقال كما قال سليمان _عليه السلام _ عن هدهده؟! الذي اختفى خبره عنه وطال غيابه في أرض اليمن (سبأ) كما في قوله تعال: {وتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{
أم أن تقريرك الدقيق الموضوعي عن واقع اليمن المرير سيشفع ويغفر لك عنده عندما تقول لبان كي : {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}؟! ويستمع إلى تقريرك فيستبشر ويقول: الحمد لله الذي وفق رسول "بان كي" لما يسعد بان ! "
بن عمر: نريد منك أن تتحرك لتوقف المهزلة الأكبر وتساهم بمساعدتنا لقطع مد السرقات الهائلات التي كانت تخرج من أرضنا لغيرنا - كما تخرج روح الكافر من جسده- ونتوسل فيك الخير أن تجسد الواقع الحقيقي الذي نعيش فيه في ظل المتناقضات الجارية التي تعكس خلاف ما كنتم تنتجونه في خطاباتكم وتصريحاتكم السابقة التي تسعى لطمأنة قلب شعبٍ أحق ما يمكن القول عنه: " المؤمن إذا قيل له صدق"، نرجو منك يا بْنَ عمر أن تَصُبَ جام غضب تقريرك على من خربوا ولازالوا يسعون لتخريب وطننا وزعزعة أمنه واستقراره وتنمويته؛ فأتعبوا حالنا وبعثروا سكينتنا؛ من أجل خدمة مصالحهم الذاتية أو الحزبية أو الجهوية ودون أن يفكروا أن خلفهم شعبٌ مسحوق _بالضبط _كما فعل من سرق هاتفك؛ فشفى نهم طمعه وشراهته متناسياً أن خلفه شعبٌ أصيلٌ عريق ستظل هذه الفعلة بصمة عار وبوار على جبين كل أحراره وشرفائه !

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد