تظل الفوضى الخلاقة في جوهرها آلية خبيثة لتمزيق الأوطان، وتفتيت بنية المجتمعات العربية..
إن الغرب الاستعماري، والصهيونية العالمية، لن يتركا الشعب العربي يثور على واقعه، في ظل أجندة تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد ..
ولعل من الملاحظ أن السياسة الغربية تعمل بكل الوسائل على إعاقة الشعوب العربية في السعي لإعادة بناء الذات، وصياغة الحال بنهج ذاتي مستقل.
إن ما شهده الوطن العربي من انتفاضات شعبية للتغيير، قد جاء استجابة طبيعية، لتداعيات الوضع العربي المأساوي، التي أفرزها استبداد دكتاتوريات النظام السياسي العربي، ولاسيما في الأقطار التي تسعى للإصلاح، والتغيير في حكوماتها، وأنظمتها، حيث يعمل الشعب العربي جاهداً لتغيير الأنظمة الدكتاتورية ، ويسعى لتحقيق التنمية الشاملة لتحسين الحال المنهك،
من المؤكد أن إقامة الديمقراطية، والتحرر من التبعية المزمنة للأجنبي مازال يترنح ويوشك أن يتهاوى تحو الانهيار حيث الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية وبسبب الحرص على تأمين مصالحهما في هذه المنطقة، كان لابد لهما من التدخل المباشر، أو بالوكالة، لعرقلة، وإجهاض ثورات الشعب العربي للتغيير، في ما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، وتحويل مسار التغيير، ليصب في خدمة مصالحهما القومية، بدلاً من أن يصب في خدمة التحول الوطني التاريخي على الساحة العربية..
بهذا كانت استراتيجية الفوضى الخلاقة بإذكاء المحاصصة الطائفية، وتأجيج العصبية، وتفكيك بنية الدولة الوطنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي للشعب.
إيمان سهيل
آلية خبيثة لتمزيق الأوطان 1200