إن للعمل قوانين يعمل بها في هذه الحياة المترامية الأطراف ودساتير تسير الإنسان منتجا في هذه الأرض والذي دأب عليها الإنسان طول حياته ..فالدين الإسلامي حثنا على العمل حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون"... فالعمل والتكسب هو الشريان للإنسان في حياته حيث أن الإنسان يعمل وفق طاقته لا أن تعمل على حسب النظرية الإقطاعية والتي ظهرت في أوروبا وبعض الدول.
في كل العالم يذهب والشباب للعمل ولكن "للعمل الشريف" لا ذالكم الذي يمتهنه الشعب اليمني من خلال الكدح لساعات كثيرة تحت أشعة الشمس الحارقة ؛ تذكرت با تشيد الأهرامات المصرية العريقة ..فأخذت اخلد في تفكير عميق عن من بنأ تلكم البناء العظيم والذي يعود إلى حوالي ما قبل قرنا قبل الميلاد، حوالي 2480 - 2550 ق. م
تخلل على ما يبدو بناء الأهرامات كما يقال تسلط الفراعنة على العامة وإجبارهم على البنأ والذي يحوي بداخله مقابر ملكية خلدها التاريخ إلى يومنا هذا...فالعبرة في الحكاية,
لا تزال سياسة التسلط قائمة حتى اليوم في بلادنا: يتجرع الشباب حياة علقميه مرة المذاق.
في ظل الوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه بلادنا اليمن يلجأ الكثيرين من الشباب إلى العمل الشاق والذي لا يعير الآدمية أركانها .. لا يوجد سبيل للكسب سوى هذا السعير بنظري والكثيرين لأنه ليس فيه إن قلنا توفير من عائد العمل فالتقطع تجبرك على تبديد ما كسب ؛ لكن الكتل الصخرية التي تحمل على المناكب قد تسبب غصة قادمة قد يشرب مرارتها الشخص عند تقدم عمره نحو الشيخوخة .
السبيل الأنسب للحد من هذا الغول إن تفتح المصانع أبوابها والشريكات مداخلها كي يتجه الشباب طوافين للإنتاج والعمل الشريف والذي يكفل لقمة عيش كريمة ؛ أمعن مستدركا حياة الآلاف من اليمنيين وخاصة من يحمل الشهادات الجامعية والتقنية الرابضين في الشارع كالجراد المنتشر...
لم أتملك نفسي عندما رأيت احد أصدقائي (محمد عبده سيف) مضرج بالدماء نتيجة العمل بل الكدح المستمر مكونة أخاديد من الجراح في يديه وقدميه ...ماذا عساني أن أفعل ..سوى البوح في مسامع الآخرين إن هذا عمل شاق حسب النظرية الفرعونية.
عمر محمد محسن
عمل شاق...مع فرعون! 1195