تتوالى الأحداث الأولى تلو الأخرى ويتغير معالم الحياة, أعمدة تتهدم وأرواح تزهق دون أي ذنب يذكر وكل هذا والشيطان يعدكم بالجنة وأي جنة يتحدثون عنها, فكل فئة تقول إنها هي فئة الحق والأخرى هي الباطل وإلى متى هذا الضياع..
بماذا ولماذا وماذا نبدأ به رحلت الشيطان وسياسته العوجاء, هل نبدأ بمصر ونلخص الموضوع بصراع "السيسي" وأنصار الرئيس "مرسي", أصبح العالم العربي ما بين مع وضد, هناك من يناصر" السيسي" على اعتباره الرجل الحقيقي ويحلل دماء الإخوان وكأنهم ليسوا بشراً ولا يعترف بأنهم مسلمون, والآخر يقف مع أنصار "مرسي" على أن الإسلام لم يعرف مجاراة إلا مع الإخوان ويحلل دماء من خرج بإطاحة الرئيس "مرسي"..
كل هذا والشيطان يتوعد لهم الجنة, إي جنة يتكلمون عنها وأي إسلام يتحدثون عنه, هل أصبح الإسلام يدار من غرف مغلقه, أم أن الأمريكان هم من يسيس الإسلام لكي نكون على يقين به؟.. هواجس تدق أبواب عقلي ولم أجد لها أي حلول..
ويخذنا الحنين إلى بلد الزيتون إلى سوريا وما يحصل فيها من سفك دماء ودمار أحرق فيها الأخضر واليابس وينقسم العالم إلى مؤيد ومعارض, فالجيش الحر يأخذنا لنتعاطف معه ونناصره, بينما هناك أناس يأخذهم الحنين إلى نظام" بشار", ويحلل دماء الجيش الحر وكأنهم أتوا من أرض المجوس أو من أتباع هرقل, ويلخص الشيطان مقولته" إني أتوعد لكم الجنة".
نستقر في وطني الحبيب وطني "الجنوب" الذي سلبت إرادته وطمست هويته وصار مرتعاً لمن ينهشون فيه ليلاً ونهاراً, فأجده أيضاً هو ينزف دماً, فشعبه المغلوب على أمره تصدر عليه الفتاوى الواحدة تلو الأخرى, وكأنهم ليسوا بمسلمين.. سبع فتاوى عجاف هدرت دماء الأبرياء وكان الشيطان لا زال يتوعد لهم الجنة على حساب شعب الجنوب, أي إسلام يتحدثون عنه وأي دين يتبعوه وأي قرآن يقتدون به, فلإسلام بريء منهم والقرآن أبرأ ذمته أيضاً.
هنا قد نرفع القبعة للشيطان, فقد وعدهم بالجنة والشيطان لا يفي بوعده, ولكن أخاف أن يصبح الشطان مغلوباً على أمره من رجال العرب, فقد سلم رايته لهم واعتزل من أغواهم واستقال, مؤكداً بأنهم هم من سيدخلونه الجنة.
أحمد الدماني
الشيطان يتوعدكم بالجنة 1153