بعد مرور ما يقارب ثلاثة أعوام على انطلاق شرارة الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن، والتي جاءت متزامنة مع أحداث ثورات الربيع العربي، لا زال البعض لا يؤمنون بضرورة التغيير، ولأن الثورة ضد نظام وفر كل احتياجات المواطن رجس من عمل الشيطان، على حسب رأي أحد المواطنين.
من هذا المنطلق أردت أن أوضح للقارئ الكريم حالة المواطن اليمني، ووضع اليمن قبل أن يقوم الشباب بفعلتهم تلك، وإشعال الثورة الشبابية، وضحوا بدمائهم من أجل التغيير، ونحن لسنا بحاجة إليه بحسب رأي الكثيرين ممن قابلتهم.
قبل الثورة كان الماء لا ينقطع عن المواطنين، وكان الشعب يعيش وكأن نهري دجلة والفرات موجودان في اليمن.
قبل الثورة كان المواطن إذا مرض بأي مرض، ذهب إلى المستشفى الحكومي لأنه واثق من توفر الكادر الطبي المتميز، وتجهيزات المستشفى بأحدث الأجهزة التي توجد في اليمن ولا توجد في ألمانيا، كما أن الخدمات التي كانت تقدمها مستشفياتنا مجانية.
قبل الثورة كانت لدينا شبكة كهربائية تولد بالطاقة النووية، لا توجد في مدينة النور، وأذكر أننا احتفلنا بمرور 33 عام على عدم انطفاءها.
قبل الثورة كان التعليم مجانياً، وكانت مدارسنا رائعة، وكان الأطفال من روعة المدارس يرغبون في المبيت داخلها، أيضاً الجامعات نالت قدراً كبيراً من التطور، وأذكر أن إحدى جامعاتنا تفوقت على جامعات هارفارد وأكسفورد في مسابقة علمية أجريت آنذاك.
قبل الثورة كانت المعاملة في المؤسسات الحكومية لا تتطلب أكثر من يوم لإنجازها، وفي المحاكم كانت يبت النظر في القضايا بفترة لا تتجاوز الأسبوع.
قبل الثورة كانت نسبة الفقر 2%، ونسبة البطالة 5%، ونسبه الأمية 4%، ومعدل الدخل السنوي للفرد يتعدى 22 الف دولار.
قبل الثورة كان المواطن يسافر من المهرة إلى الحديدة، ولا يستوقفه أي قطاع قبلي، أو نقطة تفتيش، كانت اليمن يعمها الأمن والأمان، والبيوت كانت تترك مفتوحة الأبواب ولا يتم سرقتها، وحتى البنوك كانت لا تغلق الخزنات الخاصة بها، ولا تخاف إداراتها من سرقتها.
قبل الثورة كنا نمتلك طرقات تضاهي طرق حلبات السباق من ناحية المواصفات، وكان من المستحيل أن يجد المواطن حفرة أو مطباً في الطريق العام.
قبل الثورة كان الوزراء يعيشون على مرتباتهم فقط، حتى عندما كان الوزير يرغب بشراء منزل أو سيارة، فأنه يدخل جمعية (هكبه) لكي يستطيع توفير ثمنها.
في اعتقاد الكثيرين من الذين قابلتهم، تلك النعم على سبيل المثال لا الحصر، كان يعيش في ظلها الشعب اليمني قبل الثورة.
باختصار: لماذا قمنا بالثورة، وكل شيء يحتاجه المواطن كان متوفراً، والله أن الشعب كان غلطان، والشباب المغيب (ودفوا) باليمن وأهلة.
أخيراً يمكنني القول أن الشعب اليمني شعب لا يُقدر النعمة وناكر للجميل، وأنه وبجداره يستحق لقب (الشعب البطران).
خالد وليد الفضول
الشعب البطران 1396