هكذا يبدو المشهد السياسي واضحاً وجلياً بعد تلك التباينات والتناقضات التي طرأت على الأمة العربية والإسلامية واتخذت من الثورات العربية مواقف وتحفظات حتى وصل الأمر إلى دعم ثوره في هذا البلد والوقوف ضد ثوره في بلد آخر..
وفي مثل هذه التناقضات انكشف الستار واتضح الأمر جلياً وواضحاً أن مثل هذه الأسر الحاكمة والأنظمة الاستبدادية لا تنظر إلى الشعوب المقهورة أبداً, وإنما تعمل لما فيه المصلحة الفردية للبقا، والخلود والتربع على كراسي الملك وخلق نفوذ تستطيع من خلاله التفرد بالمكانة واحتكار القيادة لهذه الأمة محاولة استخدام كل الأساليب الظاهرة والباطنة وإجهاض الثورات, وذلك بعد أن أيقنت أن شعوبها بدأت تتعرف على خبث نواياها التي تسعى وتشارك وتحرض وتدعم من يساعدها على البقا، الأبدي حتى وإن كان على جثث المسلمين ومن ناصرهم دون استشعار أدنى معاني الإنسانية ودون العمل بمبادئنا الإسلامية التي تحرم سفك دم المسلم تحت أي سبب كان..
وفي تلك المسافات الزمنية كانت الشعوب العربية والإسلامية تأمل من بلدان الثروات وخصوصا السعودية أن تتقدم ربما بمبادرة أو بحل يرضي الجميع وتستطيع تمرير أهدافها بسهولة مثلما فعلت في العديد من الدول, ربما بصفقات نفطية تجعلها هي من تملك المشورة والقرار... فتفاجأ العالم عندما انحازت لطرف ودعمته, بل وصرحت علناً على لسان حاكمها لأول مرة في التاريخ الذي لم يسبق له مثيل, حتى على اليهود والمحتلين, بل كيف اتخذت مثل هذه الدول موقفاً عدائياً على جماعة ربما أقرب الجماعات إلى الوسطية والسلام..
ومع ذلك تسعى اليوم هذه الزعامات المغرورة بالثروات إلى مواصلة هذه الحملات الغاشمة على كل من يحاول أن يطمح في المستقبل السياسي أو من يحاول أن ينافسها في القيادة العقيمة.. والله المستعان.
د/فيصل نعمان الإدريسي
استخدام الثروات.. لتغيير مسار الثورات!! 1218