;
محسن فضل
محسن فضل

عدوان مرتقب! 1396

2013-08-15 17:13:41


لا أهلاً ولا مرحباً، بكل من يدق في قلب الأمة ويسعى إلى بتر ذراعها القوية والشريفة ،كم هم قبيحون أولئك الذين يسعون إلى إطفاء نور الأمة ووهجها الساطع! هي أنفاساً نتنة تلك التي تريد تمنع عن الأمل شعاعه وعن المجد شموخه؛ هم أذناب الأمة وقبحها المقيت أولئك الذين يسعون إلى تقويض مشروع وإرادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
أقول: إننا أمةً عربيةً كل ما فيها يدعو للأسف والحزن الشديدين؛ أمة ليس لها هدفاً ولا رؤية كي تنهض بنفسها وتلوذ بجلدتها من رفس وغضب الشعوب الأخرى!, ما عدا ما يدب في جسدها المتهالك من دمٍ عربيٍ خالصٍ وضمير عربي متين في ذلك القطاع المحاصر؛ ظلت حركة المقاومة الإسلامية حماس في عهد الأنظمة السلطوية السابقة من بين تلك المساحة الضيقة وحدها تعاني وتقاسي من هجمات العدو المغتصب الشرسة يتمنى لو يدكها دكاً ويجعل من مبانيها ونسائها، وأطفالها، وشيوخها ردماً لذلك الساحل الطويل؛ وكل ذلك يتم أمام مرأى ومسمع حكام الأمة العربية وشعبها العربي بكل أطيافه القومية واليسارية والليبرالية وحتى على مرأى ومسمع الأحزاب الدينية نفسها؛ إلا أن حركة حماس لم تنكسر ولم يهن كبريائها وظلت تقاوم بسلاحها التقليدي ضراوة العدو المحتل؛ وفي كل مرة استطاعت حماس أن تلجم فاه العدو النتن وبنت أسواراً بين العدو المحتل وبين مبتغاة الخبيث؛ وعند كل حرب يخوضها المحتل ضد حركة حماس استطاعت أن تذيقه مرارة تطرفه وعدوانه؛ ووجهت له وللعالم الغربي وأذنابهم من المتخاذلين العرب صفعةً قويةً مخزيةً وظلت حركة حماس تحرز كل تلك البطولات والمواقف النبيلة في ظل تآمر دولي عربي مهيناً..
وبعد أن هبت رياح التغيير قادمةً من المغرب العربي ظننا أن هذه الرياح قد ترفع عنا توجس الذل والهوان وأن حركة حماس لن تكون مستقبلاً بفردها وأننا-العرب- لن نكون جسوراً تساعد العدو الغاشم في إذلال وإخضاع أبناء جلدتنا في قطاع غزة وذلك من خلال الحصار الجائر وتبنينا سياسة العزلة ما بيننا نحن-العرب- وإخواننا في قطاع غزة؛ إلا أن ذلك لم يتم بعد مع أن بارقة أمل قد ظهرت مع عدوان المحتل الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة عندما تبنت أنظمة بعض دول الربيع العربي سياسة مغايرة شعرت حركة حماس وأهالي القطاع أن هناك اليوم من يهتم لأمرهم حتى وأن كان هذا الشعور مقتصراً على الجانب الإنساني الذي كانوا يفتقدون له قبل ذلك, فكان فتح المعابر على مدار الساعة وإيصال المعونات والخدمات كاملةً إلى أهل القطاع بمثابة شيء جديد على الفلسطينيين والعرب والعالم أجمع..
واليوم وبعد هفوة للربيع العربي نرى أن هناك من قادة العرب وقادة قواه السياسية من أعادوا الزمن إلى سابقة وصاروا يمارسون على حركة حماس وأهالي قطاع غزة ما مورس في حقهم من إذلال ومهانة سابقاً؛ وكأن هؤلاء قد أمنوا فعلاً بما تحيكه الدول الغربية ضد أهالي قطاع غزة حيث تصورهم بالإرهابيين الذين يجب محاربتهم واستئصالهم بأي ثمن كان..
وهنا نتساءل: أهذه هي مبادئنا نحن العرب؟, كيف نصدق كل ما يحاك الغرب عنا؟, أليس نحن العرب من بعنا العراق, لأن دول الغرب أوشت لنا بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ونظامه دكتاتوري يشكل خطراً على الدول المجاورة بشكل رئيس؟..
ولذلك فقد جعلنا من أنفسنا نحن العرب سبلاً مُذللةً للدول الغازية وكانت النتيجة أننا العرب كنا سبباً رئيسياً في تدمير وطن عربي متقدم ومتطور في كل المجالات؛ حتى على مستوى الهوية فإننا أصبحنا غير قادرين على أن نحفظ لهذا الوطن هويته "الهوية العربية"..
 ومع ذلك لم نقف عند هذا وحسب وكأنه صار لزاماً علينا أن نتبع كل ادعاءات الغرب وأن نعمل ونهد بعضنا بعضا على حسب ما تمليه وتحدده لنا الدول الغربية، فهناك اليوم من يقدم بعض التقارير الاستخباراتية التي تدين وتتهم بها حركة حماس على أنها حركة تآمرية تتدخل في شؤون الدول المجاورة وكل هذه التقارير هي في الحقيقة تقارير طوباوية مصطنعة تفتقر للدقة والمصداقية؛ ولكن الهدف من هذا كله هو إعادة إنتاج حركة حماس إلى المربع الأول مربع الحصار والعزلة ولن يكون المستفيد من ذلك سوى دولة الاحتلال التي ما أن ترى قطاع غزة في وضع حرج فأنها ستشن عدوانها على القطاع لكسر شوكة الغزاويين والانتقام منهم؛ وهذا ما تسعى إليه دول الغرب ودولة الاحتلال مع أذنابها من المتخاذلين العرب في الأيام القادمة.. فمن من العرب سيوقف هذا الخطر الظاهر للجميع بحق أهالي قطاع غزة بحركته المقاومة وفلسطين بشكل عام؟.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد