من روائع الإسلام والهدي النبوي أنته لا يقبل من المسلم صلاة ولا صياماً إذا أهمل نظافة فمه وأسنانه، خاصة فمن تنبعث من أفواههم روائح كريهة تؤذي الآخرين خاصة أثناء الصلاة، حيث كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يستاك إذا أخذ مضجعه وإذا قام من الليل وإذا خرج إلى الصلاة وكان الصحابة يحملون سواكهم معهم أينما ذهبوا وكانت نساء الصحابة يحملن السواك في خمارهن. ومعروف أن الشرع لا يجيز للمسلم أن يصلي وفي فمه بقايا طعام حتى يغسل فمه ويتمضمض ثلاث مرات وعليه أن يحلل أسنانه ويخرج من بينها بقايا الطعام ولا يبتلعها بل يرميها وحكمة ذلك أن بقايا الطعام إذا تركت في الفهم تتخمر وتتعفن وإذا دخلت بين الأسنان حملت معها الالتهابات وفسدت فلا يجوز بلعها وإذا تركت تسبب الروائح الكريهة وتسوس الأسنان ويبين لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهمية استعمال السواك فيقول ـ صلى الله عليه وسلم:ـ "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"، وكان يقول: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة". ويعترى الكثير من الناس الشعور بالخجل عندما يحس بتغير رائحة فمه وتسبب لهذا الشخص قلقاً وتعاسة، بسبب نفور الناس منه خاصة في رمضان، ولكن لابد من تشخيص السبب لكي يكون العلاج سهلاً وميسوراً.
فما هي أسباب الرائحة الكريهة للفهم؟
أهم هذه الأسباب هي:ـ
1ـ أساب موضوعية ناتجة عن الفم نفسه ومنها:
ـ حدوث تسوس بالأسنان أو التهاب اللثة أو وجود خلخلة في الأسنان نتيجة أمراض النسيج الضام ويلاحظ وجود صديد عند الضغط على اللثة.
ـ أو عند بزوغ ضرس العقل.. حيث يحدث التهاب في الأنسجة التي تغطي الضرس، فتتجمع فضلات الطعام فوق هذه المنطقة وتتخمر وتتعفن.
ـ أو بعد خلع الأسنان أو تسوس عظام الفك.
ـ أو إهمال نظافة الفم كما أسلفنا سابقاً.
ـ أو نتيجة نقص إفراز اللعاب لأسباب مرضية أو أثناء النوم أو في نهار رمضان.
ـ خشونة سطح اللسان وتشققه لأسباب خلقية أو مرضية وهذه التشققات يتجمع فيها فضلات الطعام القابلة للتخمر والتحلل.
ـ إهمال العناية بنظافة أطقم الأسنان الصناعية لمن يستعملها وينصح بتنظيف هذه الأطقم باستمرار استخدام محلول مطهر متوفر في الصيدليات وخلعها أثناء النوم ووضعها في كوب من المحلول المطهر.
2ـ أسباب عامة ومنها:ـ
ـ مرض السكر: وهو يسبب رائحة في الفم.
ـ التسمم البولي (البولينا):ـ
ـ التهاب الرئة والعصبة الهوائية ـ التهاب الجيوب الأنفية ـ التهاب اللوزتين ـ بعض حالات التهاب الأذن ـ قرحة المعدة والاضطرابات الهضمية ـ ووعفونة الأمعاء ـ تناول بعض الأطعمة ذات الرائحة المنفرة والمميزة مثل البصل والثوم وشرب الكحول.
لذلك وعلاوة على ما سبق ذكره فإن حوالي 90% من حالات الرائحة الكريهة للفم ترجع إلى أمراض الفم والأسنان وتزول هذه الرائحة بالمواظبة على نظافة الفم والأسنان باستخدام الفرشاة الطبية والمعجون، بالإضافة إلى استخدام السواك بشكل دائم حتى لا تتجمع هذه الفضلات القابلة للتحلل، خاصة قبل النوم وبعد مضغ القات أو تناول الطعام وعند القيام من النوم.
أما إذا تأكدت أن سبب الرائحة الكريهة غير ناتج من الفم نفسه فيجب استشارة طبيب الأنف والأنف والحنجرة وكذلك طبيب الباطنية لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب.