مسارعة حكومتنا الرشيدة إلى الرضوخ والانصياع لطلب الحكومة الإرتيرية بتقديم توضيح واعتذار رسمي عن ما ورد على لسان مسؤول يمني لصحيفة عربية بأن اريتريا تمثل شوكة في خاصرة اليمن.. كان كما يقول برلمانيون تأكيداً إضافياً على ضعف وهوان هذه الحكومة التي يرزح مئات من مواطنيها في سجون أسمرة ويتعرضون هناك لألوان شتى من البطش والتنكيل والانتهاكات الإنسانية دون أن تطلب حكومة الوفاق حتى مجرد توضيحات حول ما يقال عن المعاملة الوحشية التي يلاقيها اليمنيون هناك..
ويقول البرلماني/ عبده محمد ردمان ـ ممثل شريحة واسعة من أبناء الصيادين في البرلمان ومؤتمر الحوار الوطني الشامل ـ بأنه في الوقت الذي يحترم فيه حكومة أسمرة وتمسكها بحقها في الرد على أي إساءات فإنه يجد غرابة شديدة في موقف حكومتنا وتخاذلها المريع عن متابعة أوضاع 400 صياد يمني سجين في إريتريا مع قواربهم التي تزيد أعدادها عن الألف منذ سنوات.
ولا تزال الحكومة ـ على الرغم من كل ما قيل مؤخراً عن مساع جادة لإيجاد حلول عملية مشتركة مع الجانب الإرتيري لوضع حدٍ لمعاناة الصيادين الأسرى .. على الرغم من ذلك تتعامل الحكومة ـ كما يؤكد ردمان ـ مع قضية المحتجزين على استحياء وبخجل وكأن الأمر لا يعنيها..
ويتساءل هذا البرلماني الذي يقول بأنه بات يشعر بالحرج الشديد ولا يجد إجابة على استفسارات أبناء وأسر الصيادين الأسرى الذين أصبحوا في أوضاع معيشية متردية نتيجة حبس عائليهم ومصادرة مصدر رزقهم الوحيد.. ويتساءل لماذا كل هذا الصمت الحكومي المريب؟ هل لأن السجناء من تهامة المسالمة البسيطة ولأنهم لا يجيدون التخريب واستهداف المنشآت العامة وأساليب الضغط العنيف على الحكومة؟! هل الأمر كذلك أم أن أهناك أشياء أخرى؟!..
حمدي دوبلة
اعتذار.. وتخاذل وأشياء أخرى 1170