1) تسكنُ الروح في رمضان.. وتتلملم أجزاوها.. تسبح في ملكوت الفضيلة.. تعرج في سماء السعادة بالطاعة.. تستلهم الأُنس بالقرب من الخالق.. تتصفد الشياطين فتستعيد قوتها.. تغرب فتتلذذ بسموّها... يأتي الليل فتتزكّى بتراتيل المآذن.. هي الروح الشاردة عن معراجها تستجدي العودة إلى مُستقرها.!!!!
2) للقرآن صدى في الروح.. ونورٌ في الذهن.. تتجلى تعابيره في القلب الخالي.. وتتحاور حروفه مع العقل الرشيد.. قراءته العابرة لا تمنحك أفضاله.. والمرور السريع على آياته لا يكشف لك أسراره.. فالتأنّي والتأمّل الفاحص في تعاليمه تجعلك تُدرك كم حجم التُعس الذي نعيشه بعيداً عن القرآن.!!!!!
3) في القلب بعثرةٌ تبحث عن سكون... وصُراخ أهواء تتجلجل في جنباته وتُطارد لهفته للخلاص منها.. يلهث وراء سكينة التقوى.. يُتمتم ببعض تراتيل الوجد لعلّها تُسعفه بلحظة تصوّف تنقله إلى عالم آخر... يتصارع مع بقايا ما ترك الشياطين في دهاليزه لعل رمضان يُنقذه منها.. يهتف بألفاظ الصلاح والتقوى وهو يستجدي لحظات السَّحَر لتشرح له طُرق الوصول إلى منازل المُتّقين.
4) لتمتمة الشفاه عند الآذان أُفُق تسمو معه الروح.. فالدعاء في هذه اللحظات سيرتحل إلى السماء حاملاً معه يقين الإجابة.. وفي فضل الله سعة.. وفي المُناجاة لذة وصفاء روح.. كن على يقين وأنت ترفع حاجتك للكريم أنه لن يردك خائباً.. ليكن سجودك هو معراجك إليه.. ففي القرب لذة وفي البُعد وحشة ومشقة...!!
5) لتراتيل الذكر عُذوبة على اللسان.. وللتسابيح أهازيج أُنس تتراقص على أوتارها النفس الشاردة.. فالذكر هو فاكهة القلب وغذاءه الدائم.. فلا تترك لسانك خالياً من تعابير التهليل والتحميد والتكبير والتسبيح حتى لا تلتوي حروفه وتتشتت كلماته.. أجعل لسانك رطباً بذكر الله...
نجيب غازي
آفاق رمضانيّة 1280