ذكر تقرير صحفي أن الطلب على المواد الغذائية لدى الأسرة السعودية يزيد بنسبة 200% خلال شهر رمضان المبارك، ولست بحاجة للتدقيق في مصدر أرقام التقرير، فالأكيد أن الاستهلاك الغذائي في المجتمعات الإسلامية عموما يزداد خلال شهر رمضان بسبب العادات الغذائية المرتبطة بهذا الشهر!
الصائمون العرب، ومنهم السعوديون في الخارج، ليسوا ببعيدين عن عادات مجتمعاتهم، فما أن يقترب الشهر الكريم حتى يبحثوا عن البقالات العربية والإسلامية التي تتوفر بها كافة المواد الغذائية التي اعتادوها في الوطن، بما فيها شراب التوت الشهير، فينهلوا منها ما يجعلهم على خط غذاء واحد مع أهلهم في الداخل!
ما يزعجني في الأمر أن هذه العادات الغذائية في الغالب تكون عادات سيئة مضرة مشبعة بالدهون ومتخمة بالسكريات وزيادة الأوزان، رغم أن «رمضان» شهر صيام لا شهر التهام!.
البعض يجعل من هذا الشهر فرصة لتنظيم غذائه ليكون لطيفا على معدته منسجما مع صفاء أوقاته الإيمانية، بينما البعض الآخر يبدو عند رفع صوت مؤذن الإفطار كما لو أنه قادم من مجاعة شارف فيها على الموت جوعا، فيختبر قدرته على الالتهام، ثم يذهب إلى المساجد المعطرة ليملأها بروائح الأطعمة التي أتخم بها معدته حتى كادت تقطع أنفاسه، فيقطع بروائحها أنفاس المصلين بجواره!.
"عكاظ"
خالد السليمان
شهر الصيام والالتهام ! 1217