الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد.. إنه بعد إسقاط الرئيس مرسي بالثورة المضادة، بات الآن ظاهرا للعين المجردة أن الثورة المضادة تدار الآن وقبل وبعد وبكل قوة من دبي والرياض!.. والأكيد أن الدور قادم على باقي دول الربيع العربي، إن لم يكن الخليجيون(حكاما) يشتغلون الآن بالفعل على هذا الأمر، أما بلدنا الحبيب اليمن فقد نالها النصيب الكبير من المؤامرة الخليجية ضد ثورتنا المجيدة بوقت باكر جداً، وذلك بالتدخل السافر لدول الخليج وفرضهم على الشعب اليمني مبادرتهم المشؤومة، والتي أفرغت الثورة اليمنية من كل معنى لها وهدف خرج له الشباب وذبحوا في الساحات لأجله.
***
ثم أما بعد.. إني قائلة مقالة لشعبي الحبيب لا أخشى في الله بها لومة لائم، عسى أن ندرك مبكراً، حجم الخطر الذي يحيط بنا كشعب يمني خصوصا وكشعوب عربية عامة، يا شعب اليمن: إن الحصيف من يأخذ العبرة مما يجري حواليه، واللبيب الناجح من يتحرك قبل فوات الأوان، شعب اليمن عليه أن يأخذ العبرة مما جرى ويجري في مصر، لا يجب أن نسمح أن يتكرر المشهد المصري في اليمن، حتى عندما سنخرج ونجدد ثورتنا من جديد لإصلاح حالا طال فساده، وإسقاط حصانة خربت البلد ومنحت المفسدين حرية وقوة في تخريب البنى التحتية و عرضت امن البلاد لخطر داهم، لدرجة انهم صاروا يخططون لإعلان الثورة على الشعب، ويصرحون علنا انهم سيعودون للحكم، بعد أن لفظهم الشعب، وسيعودون رغم انف الشعب الذي أسقطهم، هل هذا معقول؟, هل ما رأي الشباب الحر العظيم الذين قاموا بالثورة؟, هل ستنتظرون حتى يرتب هؤلاء البقايا من منتفعي النظام السابق وشلته الفاسدة التي نهبت بلدنا، هل تنتظروا حتى يرصوا صفوفهم وعودوا للحكم بقوة ودعم الخارج ،ليفرضوا على الشعب اليمني من جديد، كأن اليمنيون لم يقوموا بثورة؟!،إنه بسبب إفلات المفسدون والبقايا وأعوانهم من الحساب والعقاب, عندها سيحدث ما لا يحمد عقباه.
***
يا شعب اليمن العظيم، يجب أن تأخذوا العبرة وألا تسمحوا لأنصار وبقايا النظام المخلوع الذي قامت الثورة عليه أصلاً، لا نسمح لهم بالتواجد معنا في ساحات الثورة والنضال، لأن مكانهم الحقيقي لهم هو السجن والمحاكمات الثورية العاجلة العادلة ضد كل ما اقترفوه في الـ٣٣ عاماً بحق اليمن أرضاً وإنساناً، فلنأخذ العبرة من ثوار مصر حين سمحوا لأتباع المخلوع مبارك ورئيس وزراءه أحمد شفيق الذي قال وأعلن ولاءه واقتداءه بمبارك منذ الثورة وحتى الآن!، سمحوا لهم أن يكونوا معهم في الميادين والشوارع، فتمزقت ثورتهم وتشتت الثوار وتفرق جمعهم، وانظروا ماذا كانت النتيجة.. أسقطوا أول رئيس منتخب شرعي للبلاد، وعمل المندسون وسط الثورة (وبتعاون مع الخارج) بكل مثابرة على إفشاله والتآمر عليه من أول يوم، وبدعم وبتدفق أموال دبي الهائلة ودول خليجية وغربية أخرى، عملوا على زعزعة الأرض من تحت أقدام الرجل منذ أول يوم له في الحكم، لأجل إسقاط التجربة الديمقراطية الوليدة ومنع مصر أن تخطو خطوتها الأولى في طريق التقدم والنهوض من مستنقع الخراب والانحطاط الذي قادها إليه مبارك ونظامه القمعي الذي دمر مصر وعزلها عن العالم وجعلها تابعة للإرادة الأمريكية الصهيونية على مدار عقود.
***
ثوار اليمن، وشعب اليمن العظيم، انتبهوا للدرس وافهموه جيداً.. ما جرى لإخوتنا في مصر، لا يجب أن نسمح بتكراره، لا نسمح لأعداء أمتنا العربية في دبي والخليج بتدمير اليمن وشعبها، كما فعلوا بالعراق الحبيب، ويفعلونه بسكوتهم المريب على ما يجري من إبادة لسوريا الحبيبة، حتى أن كثير من التحليلات والدراسات تؤكد أمر مقلق ربما يفسر كل مواقف حكام الخليج من قضايا امتنا العربية، هذه التحليلات والتسريبات الصحفية تقول بوجود تعاون وتحالف إيراني خليجي أمريكي روسي لضرب سوريا وتدميرها خدمة للمشروع وللأمن القومي الإسرائيلي على المدى القريب والبعيد، وهذا يؤكده خذلان الخليجيون لشعب وثوار سوريا وتمنعهم وتعنتهم من تسليح الثوار رغم ما يرونه من دعم روسي إيراني مباشر ومستمر بالرجال والسلاح والأموال للنظام الأسدي القاتل، بينما هم ملتزمون بمحاصرة الثوار ومنع تمويلهم بالسلاح والمال!, ما معنى هذا؟ أليس الأمر واضحاً؟.. هم يشاركون في قتل الثورة السورية لأنهم أنظمة ديكتاتورية عائلية فاسدة يخشون من تمدد الثورة إلى منطقتهم، فيقومون بفعل استباقي هو محاربة وإفشال ثورات الربيع العربي، في السر والعلن.. قبل أن تصل إليهم رياحها المباركة.
***
وهذا أمر خطير للغاية، ما يقوم به حكام الخليج هو تعريض للأمن القومي العربي لخطر شديد وكارثي، حيث وصل بهم الأمر أنهم يتدخلون بصورة سافرة في الشؤون الداخلية البحتة لكل بلد عربي، تأملوا الكارثة ..إنهم يسقطون رئيساً منتخباً ويضعون رئيساً!, يقوموا بإسقاط رؤساء!, هذا أمر خطير، وخطير جداً، هل هذا يصح أخلاقياً وقانونياً وفي الأعراف الدولية؟!.. لقد تعدى حكام الخليج كل الخطوط الحمراء، وأسلوبهم في زعزعة استقرار الدول العربية بات مكشوفاً ومرفوضاً بالمرة.
***
اللقاء المشترك اليوم أمام امتحان كبير، ننتقد جمودهم وتخاذلهم، ونقول لهم: خذوا العبرة مما جرى لثورة مصر وحاكمها المنتخب، نخاطب قيادات المشترك الوطنية فقط لأن في المشترك مع الأسف والحزن الشديد قيادات لا وطنية ولا تؤمن بالثورة أصلاً فضحت نفسها حين ذهبت لتعلن تأييدها لنظام بشار القمعي الدموي الذي انتهك كل حرمات وقيم ومبادئ وخطوط حمرا, الذين أيدوا بشار في المشترك هل سيفعلون بنا ما فعله بشار بالشعب السوري لو وصلوا هم للحكم لا قدر الله؟.. نعم سيفعلون، ومن يدعم قاتل فهو قاتل مثله، إذاً لا نستبعد أن يكونوا متحالفين مع الرئيس السابق/ صالح ونظامه الدموي.
***
إذن نحذر شرفاء المشترك الوطنيين.. الحذر الحذر.. ستفعل بكم الثورة المضادة (في دبي والرياض) مثل ما فعلته في مصر، والذين قالوا أنهم مع ثورة اليمن وشعبها وأعطونا مبادرتهم المشؤومة، سيكونون هم أول المهنئين للثورة المضادة!!..
لمخلصي المشترك الذين نقدر وطنيتهم نناشدهم: التحموا بالشعب، ولا تحاربوا وتعيقوا الساحات والشباب لأجل سلطة زائلة، بل قفوا مع الشباب إن كنتم مخلصين لليمن، واكنسوا مع الشعب الحصانة اللاشرعية عن القتلة والنهابين.
***
أين رجالك يا يمن؟, أين شبابك يا يمن؟, أين قبائلك الأبية يا يمن؟.. فلتأخذوا العبرة، الثورة المضادة أكلت الثورة الأصلية في مصر، واستعدوا من الآن لمخطط يدار ضد ثورات الربيع العربي، يدار وينفذ من دبي والرياض(الذي كان ملكها أول المهنئين للعسكر على ما فعلوه في مصر!!)، للأسف، هذه هي الحقيقة كما هي واضحة جلية، ومن ينكرها ويكذبها إنما يضحك على نفسه، ويخدع الشعب والأمة، أنهم يحاصرون دول الربيع العربي دولة دولة، يقوموا بإجهاض الثورة وإفشال مرحلة ما بعد الثورة في بلدان الربيع العربي دولة دولة، بتخريب ممنهج ومنظم للبنى التحتية وزرع الفتن وإثارة القلاقل والفوضى!, سياسة معروفة وواضحة، قد هددنا بها الطغاة قبل أن يسقطوا: أنا أو الفوضى من بعدي! هم فقط ينفذون ما وعدوا به!.
***
قد يقول قائل: والأعداد الكبيرة التي خرجت في الشوارع لإسقاط مرسي كيف استطاعوا استدراجها؟..
نقول: هذه الحشود حصيلة شهور وشهور من العمل والتضليل باستخدام الالة الإعلامية الجبارة، وليس اليوم، وقعت ضحية عمل إعلامي منظم طوال عامي الثورة، انظروا للإعلام المصري الخاص سترون العجب وسترون حرب منظمة وشرسة على منتسبي الإسلام السياسي بشكل خطير و غير مسبوق!، إعلام يبث سيولاً من الأكاذيب والافتراءات والمعلومات المغلوطة لتشويه تيار إسلامي كامل وبالذات تشويه وحرب الإخوان بدرجة تصل للتحريض الغير أخلاقي والغير مسبوق، شيء عجيب كم وحجم الزيف والكذب واللا مهنية التي تراها في الإعلام المصري الخاص، وانظروا وتابعوا القنوات الفضائية الخاصة المعادية بشكل عنيف للإسلام السياسي، يقلبون الحقائق بشكل محترف ممنهج (بسبب التسامح الهائل من قبل الإسلاميين رغم انهم هم من يحكم خلال حكم مرسي لكنهم لم يقمعوا خصومهم الذين يسبونهم ويشوهون صورتهم ليل نهار، بل أثبت منتسبو الإسلام السياسي تحضراً ونبلاً هائلين واتسموا بضبط النفس والصبر، فيحسب لهم ذلك بقوة).
***
أدهشني حين رأيت مثلاً احدى هذه الفضائيات أمس ثاني يوم الانقلاب قامت بإنزال خبر عاجل في أسفل الشاشة يقول: مجموعات من الإخوان يقومون الآن بإرعاب الناس وضرب المارة في الشوارع!.. وثبت كذب الخبر بعد ساعات في فضائيات أخرى !.
***
خبر أم دليل إدانة؟.. اسمعوا: أحمد علي نجل المخلوع يلتقي في دبي بضاحي خلفان واحمد شفيق!.. توقفوا هنا لحظات، وتأملوا.. شخصية مسؤولة كبيرة في حكومة دبي-كضاحي خلفان- تلتقي وتجتمع بشخص(نجل الرئيس السابق) قام الشعب اليمني العظيم المصابر المظلوم بخلعه هو وأبوه على ما اقترفوه بحق اليمن من انتهاكات وكوارث امتدت لـ٣٣عاماً!.. انظروا.. ما الذي تريده حكومة دبي من مقابلة شخص كهذا؟، سيقولون: قابله كسفير لليمن!.. أقول: سفير اليمن يفترض أنه يناقش مصلحة ومنفعة لليمن مع مسؤول إماراتي كبير، فما هي المصلحة التي ستنالها اليمن من وجود شخص في هذا الاجتماع كأحمد شفيق(الهارب من المحاكمة في مصر وأحد أهم أركان مبارك الذين تلطخت أيديهم بقضايا فساد حتى النخاع)؟!، ثم لا نتجاهل أن شفيق أيضاً أحد أهم صناع الانقلاب على مرسي وأحد أهم مزعزعي أمن مصر بضخ أموال هائلة للبلطجية المنتشرين الآن في كل شوارع مصر، أموال نهبها حين كان في السلطة.
***
إذاً (الأحمدين) الاثنين مطلوبين للثوار في اليمن ومصر، أحمد علي يطلبه الثوار والشعب اليمني للمحاكمة والقصاص لتورطه بأعمال قتل وحرق لشباب اليمن في الساحات وقصف المدن اليمنية والقرى في تعز ونهم وغيرها وتسليمه لمحافظة كاملة أبين في ٢٠١١م لعصابات ومليشيات سلحت من الحرس الجمهوري وقائد المنطقة الجنوبية الموالي لأحمد علي ونظام أبيه الرئيس السابق.
***
نوجه هذه الرسالة لحكام الإمارات: شعب اليمن الأبي لن يسمح لكم بإذن الله بتدمير بلدنا وحرق شعبنا بتعاملكم المشبوه والمنتظم مع أعداء الشعب اليمني الذين خلعهم الشعب ولفظهم بلا رجعة بإذن الله (مهما كان عظم غناكم وأموالكم الهائلة التي تستخدمونها ضد الأمة العربية وأمنها، ومهما كان فقرنا وشدة تعبنا وإنهاكنا، فالشعب اليمني عظيم على مر التاريخ وهم المدد للأمة (كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم).
***
إذن نقول لحكام الإمارات والخليج عامة: اتقوا الله في الأمة.. كفى مؤامرات ضد إخوانكم.. ولو كان فيكم خير فوجهوه لدعم أشقائكم لاجئي سوريا الحبيبة الأبية الذين يعيشون الآن على الحدود في المخيمات في ظروف إنسانية قاسية و مهينة وسيئة لأقصى الحدود، وأنتم تتفرجون، وتوجهون أموال وثروات الأمة التي ائتمنكم الله عليه لدعم أعداء الأمة في صفقات سلاح مشبوهة بمبالغ خيالية مئات من المليارات سنوياً رغم عدم حاجتكم لها وعدم استعمالكم لها بالمرة.
***
على الرئيس هادي أن يكون شجاعاً ويعلن للشعب أنه فشل في وأد الثورة المضادة ومنعها، عليه أن يكون شجاعا ويعلن انه لم يستطع منع المخلوع وأبنائه وأعوانه من وقف أفعالهم العدائية الإجرامية تجاه الشعب اليمني واستمرار تعريضهم للأمن القومي للوطن لدمار شامل بما يفعلونه الآن وقبل ومستقبلاً, إن لم يردعهم احد, من تسليح مليشيات منظمة تتبع دول خارجية مثل الحوثي الذي يعمل بمثابرة ونشاط قوي لتنفيذ مخطط إيراني صفوي عنصري في المنطقة العربية كلها، بتواطؤ ورضا تام من الغرب!.
هادي: اعترف للشعب (شهادة سيحاسبك عليها الله والتاريخ) أنك لم تقدر على منع نفوذ المخلوع وقوى معادية أخرى لم تستطع منعها من الاستمرار في دفع اليمن نحو هاوية ونفق مظلم لا يعلم مداه إلا الله، وبعد أن تعترف كواجب أخلاقي ووطني منك، وأعلن أسمائهم تفصيلا من موقعك، ضع الكرة في ملعب الشعب وثواره وشبابه، وقل للشعب: هذه بلدكم، وأنتم أحرص عليها، قوموا بواجبكم واكملوا ثورتكم العظيمة، لأنها خطفت.. والأخبار تتوارد منذ أكثر من عام تؤكد أن المخلوع وبقايا حكمه.. يعملون بكل ثقلهم لإفشال المرحلة الانتقالية وتدمير اقتصاد اليمن(بالضرب المنظم لبنية الكهرباء والنفط والغاز) وجره إلى فوضى طاحنة.
***
إذاً، هادي.. إن كنت لا تستطيع (وأنت فعلاً لم تستطع) إيقاف المتمردين ضد الثورة وأتباعهم عن التخريب الممنهج لوطننا، فقل للشعب الآن هذه الحقيقة، لأن التحرك كلما كان مبكراً.. كانت الخسائر اقل، وحجم الدمار أضيق، قل لشعبك الآن: هؤلاء هم الخارجين عن إرادة الشعب وتوقه وشوقه للتغيير ولغد افضل، وضع هؤلاء المتآمرين الذين يريدون أن يعودوا للحكم ولتخريب اليمن اكثر لم تكفهم٣٣عاماً عجاف أذاقوا اليمنيين فيها الذل والمهانة والحرمان والجرعات والفقر المدقع، ضعهم الآن بمواجهة الشعب، ودع الشعب بكل قواه الخيرة الثائرة هي من تتصرف مع هذه الأشكال العفنة، هؤلاء قتلة وسارقي قوت الشعب، ارفع غطاءك عنهم يا سيدي، ولا تستمر بهذا الدور المخزي، نرجوك لأجل اليمن وشبابها الطاهر الذين قتلهم هؤلاء في ساحات الثورة والكرامة بدم بارد.. قم برفع الغطاء عنهم الآن وليس غداً، لا تنتظر أن يحرقوا البلد(وهو ماضون فعلا نحو هذا المخطط)،ثم بعد أن يقع الفأس في الرأس.. ستتحرك، لكن سيكون وقتها قد فات الأوان.. فات كثيراً! ولن يسامحك اليمنيون حينها.. لن يسامحوك أبداً!.
***
فرحة الرئيس السابق ووسائل إعلامه وأتباعه اليوم بالانقلاب على الرئيس مرسي!، لها دلالات كبيرة.. كبيرة جداً.
***
مع تقديري الكبير لتصريح د/فؤاد الصلاحي لأخبار اليوم غداة عزل الرئيس مرسي، واتفاقي مع معظم ما جاء في تحليله السياسي لما جرى لمصر، واحتمالات عودة الثورة اليمنية للساحات بزخم اكبر ضد كل القوى الموجودة في المشهد اليمني الآن وعلى رأسهم أصلاً المخلوع وبقايا حكمه وحزبه المؤتمر والمشترك وكل القوى النمطية في المشهد الآن!،لكني اختلف معك ياد/الصلاحي فقط في نقطة واحدة.. وهي لأن مرسي لم يحقق لشعبه أي منجز ولم يحقق التغيير المنشود وو.. إنك بهذا يا سيدي تتناسى وتغفل شيء هام جدا وهو الدور الذي لعبه الداخل والخارج لإفشال الرجل بكل قوة، وكيف ضخت أموال من دول خارجية ورجال أعمال تابعين لنظام مبارك أضرت بهم الثورة وبمصالحهم الغير شرعية نهبوا وجرفوا مصر مع المخلوع مبارك طوال ٣٠عاما الماضية ورأوا في ثورة ٢٥يناير٢٠١١م كارثة عليهم وعلى مصالحهم أموال تقدر يا سيدي بالمليارات من الدولارات كافية لإسقاط إمبراطورية بحالها في شهر واحد وليس في عام، تواردت التقارير والأخبار عن الأموال من دول (...) التي ضخت ملياراتها طوال العام الذي قضاه د/مرسي في الحكم لإفشال حكمه ونظامه الإسلامي المعتدل وإفشال أي نهضة محتملة لمصر من محنتها الاقتصادية الكارثية التي أورثها لها مبارك ونظامه الفاسد.
***
إن تلك الأموال لو ضخ نصفها فقط لتحسين الاقتصاد المصري وتحسين وضع الشعب لكفت مصر كلها وقضت على الفقر والبطالة في كل البلاد! لكن ما نقول فيمن يتامرون ولا يخافون الله وغضبه عليهم بتدميرهم لشعوبنا العربية المظلومة!، وبالتالي أرى غاية الإجحاف قولك أن نظام مرسي فشل في منح المصريين منجزات حقيقية وتدهورت في عهده خدمة الكهرباء وانتشر العنف والبلطجة والاقتصاد تدهور، لكن حتى نكون منصفين ونرى الحقيقة متجردة واضحة.. فان الذي حصل بوضوح هو أن من عارض مرسي لم يعارضوه بشرف وإخلاص لبلدهم، حيث أن أحقادهم على الإخوان والتيار الإسلامي عامة جعلتهم يعملون ومنذ أول يوم له في حكمه يضعون له العراقيل تلو العراقيل، ومطبات وحفر طوال العام الوحيد من حكمه، لم يعاونوه على بناء مصر ويقفوا بجواره، لم ينحوا حقدهم وكراهيتهم للتيار الإسلامي جانبا ليساهموا في بناء بلدهم، وهم يعلمون أن الرجل تسلم تركة ثقيلة من نظام مبارك، واقتصاد منهك وبلد منهوبة جرفت ثرواتها طوال ٣٠عاما السابقة، إذاً المسألة ليست منجزات لم يحققها مرسي، لأنهم وضعوا له العراقيل من أول يوم له في سدة الحكم، وكيف يحقق المنجزات وقد اشغلوه بأمور أخرى ومشاكلهم كسياسيين ونخب وخلافات قانونية وسياسية وحزبية عن المشاكل الكبرى التي يفترض أن يتفرغ لها، ودول شقيقة بدلا من أن تساند مصر لتنهض من محنتها، لكنهم للأسف كانت بعض الدول المعروفة أصلاً مواقفها من قضايا ومحن الأمة العربية، قامت هي الأخرى بمحاربة الرجل وتشويهه على اعلى مستوى، وبأوراق مكشوفة!.
***
المعارضة التي حاربت الرئيس مرسي واتهمته بأنه لم ينجز ويقدم شيئاً لمصر، عليها أن تجيب على هذا السؤال التالي لله وللتاريخ :ماذا قدمت هي من عون لمرسي ليعمل وينجز لمصر؟, ماذا قدمت غير اضطرابات وتشويه وحرب شرسة من الافتراءات والأكاذيب الباطلة، حتى أن بعض المعارضين المشهورين اعترف قائلا وانظروا ماذا قال: كنا نستيقظ كل يوم الصبح نفكر بماذا سننتقد مرسي اليوم ونشتمه؟!!،تشويها له ولسمعته أمام شعبه الذي خدع بعضه وغرر به وصدق للأسف من كثر الأكاذيب التي ترددت بشكل ممنهج في إعلام خاص كاذب لا يعرف أدنى معايير المهنية والإنصاف والموضوعية إعلام مدعوم من الخارج الذي نعرفه جيدا، ومن رجال أعمال يعرفهم غالبية شعب مصر جيدا وكيف كانوا يسبحون بحمد الحاكم المستبد (مبارك)! وأحد هذه الأكاذيب: شراء زوجة الدكتور مرسي لحمام سباحة ب٢٢مليون دولار!،ثم بعد أيام اتضح للرأي العام كذب وزيف هذا الخبر!.
***
من غير المنصف أن نحكم على الرجل دون أن نرى كم العراقيل الهائلة التي وضعت تحت قدميه.. اذاً.. ودفاعا عن الحق وللتاريخ نذكر الاتي : لقد قابل الدكتور مرسي حملة الافتراءات والتشويه البشعة التي تعرض لها طوال الـ٣٦٨يوم تقريباً بكل سماحة وطيبة وتسامي لأعدائه وخصومه.. وهذا ربما كان خطأه الفادح، تسامحه الزائد والمبالغ فيه مع من اتخذوا الكذب والتضليل حرفة لهم بلا أدنى خوف أو وازع ديني أو أخلاقي من الله.. وبالتالي تسببوا بحجم كذبهم هذا وافتراءهم الغير مسبوق على حكم الإسلاميين، تسببوا بأن صدقهم عدد كبير من الناس المغيبين عن الحقيقة والمنطق، لكن نعلم، بأن هؤلاء المغيبين من المصريين سيعلمون بعد حين.. كم أنهم خدعوا وكانوا جزء من مخطط كبير لإسقاط ثورتهم الحقيقية.. ثورة ٢٥يناير٢٠١١م!.
***
يقول معارضيه كذباً ويتحدثون عن نوايا للتيار الإسلامي أن الإسلاميين ينوون القتل والقمع والحرق للمعرضين، وسيفعلون ويسجنون، بينما لا نرى القمع والقتل والحرق يقع إلا للتيار الإسلامي وممتلكاته ومقراته وأتباعه!.
***
إن السيسي قال في خطاب الانقلاب يوم ٢/٧/٢٠١٣م :أن حرية الإعلام مكفولة بالكامل للجميع وجميع الحريات مكفولة!.. لكن، بعد خطابه بدقيقة واحدة فقط، تم وقف بث كل القنوات الإسلامية المؤيدة للرئيس مرسي، وتم منع(وإلى الآن) ظهور القيادات والناشطين في التيار الإسلامي وقبض على كثير منهم وحصر الباقين.. وتم اقتحام وإغلاق مكتب شبكة الجزيرة واعتقال قيادات الإخوان وحبسهم، أيضاً حبس واعتقال مرشد الإخوان السابق الرجل المسن ذو الثمانين عاماً.. مرحى، هذه هي الحرية التي جاء بها السيسي! مرحى.. لم يتم فعل كل هذا بمبارك وعصابته التي جرفت ودمرت مصر٣٠ عاماً!.. وفعلت بالإسلاميين الذين لم يكملوا حكم عاما واحداً، لم يقمعوا فيه أي معارض، ولم ينهبوا ولم يقتلوا ولم يمنعوا ولم يقيدوا أي حرية أو صحافة!, ما أعجب الأيام!.
***
السيسي.. أحرق نفسه ودمر مستقبله تماماً، والأبشع انه بخطوته المتهورة تلك ورضوخه لضغوط الخارج وجزء واحد من الشعب المصري، وتجاهله لجزء آخر اكثر بكثير من الجزء المعارض والدليل هو نتائج كل الاستحقاقات الانتخابية الحرة التي شهد العالم أجمع بنزاهتها حيث فاز في جميعها الإسلاميون!. إن السيسي بتصرفه هذا ربما يكون قام بنفسه بقص شريط الحرب الأهلية في مصر!.. قادة الجيش المصري كثير من المحللين الاستراتيجيين يرون أن قادة الجيش أدخلوا بلدهم في هاوية التمزق.. نسأل الله السلامة لكل بلد عربي.
***
ليس في صالحنا أن ننتظر الآخرين وهم يخططون لنا مستقبلنا حسب مصالحهم هم وبالطبع ضد مصالحنا نحن، يجب أن نبادر نحن ونتحرك الآن لتصحيح الاعوجاج والخلل الذي شاب ثورتنا واجهضهاً، لا ننتظر حتى يقوم(المخلوع!) هو وأنصاره المنتفعين الذين ثار الشعب على فسادهم وظلمهم، ليقودوا هم تغييراً قادماً.. لكن تغيير سيكون بطعم الدم والمرارة والسم، لأنه سيكون بالتأكيد ليس تغييرا، ولكن عودة لمن افسدوا هذه البلاد وقتلوا خيرة أبنائها، يعودوا ليكملوا تخريبهم للبلاد!،فهل ننتظر حتى تكتمل خيوط المؤامرة، ويبدأ أعداءنا في الداخل والخارج التحرك ضدنا كما تحركوا ضد الرئيس المنتخب الشريف الطيب النبيل مرسي؟.
***
سلطان البركاني بعد انقلاب الجيش على الرئيس مرسي، أظهر شماتة وفرح كبيرين.. قال مهاجماً الإخوان ومحللاً لما جرى: الإخوان شوهوا صورة الإسلام ودمروا العالم الإسلامي وتنظيم القاعدة من مخرجاتهم، أيضاً أضاف كلاما مفاده: قوى الشعب التقدمية والشبابية والمرأة والليبراليون و(المؤتمر الشعبي)سيكون في مقدمتها! ستخرج للمطالبة برحيل الإخوان وتقول للإخوان: غادروا السلطة وارحلوا بلا رجعة لأنكم غير مؤهلين وغير جديرين بذلك!.
تعليقي: لست إخوانية، ولم أنتمي في حياتي لأي حزب أو تنظيم كان، لكني حين أسمع كلمات مثل هذه وهذا الهجوم والنقد الكاسح من شخص مثل سلطان (البركاني!)على جماعة الإخوان. فإني أقول للإخوان في كل بقاع الأرض :لقد نلتم شرفا وفخرا عظيما أن يكون أمثال هؤلاء هم من ينتقدكم ويهاجمكم بضراوة، يكفيكم شرفا ووطنية أن يكون البركاني ومن معه يحملون لكم كل هذا الحقد والغل والغيظ!.
***
ملاحظة أخرى وهي فخ مبطن في ثنايا كلمات البركاني، إعلانه:(مرشحنا للرئاسة في الانتخابات القادمة سيكون الرئيس هادي!)..تفكروا قليلا بمعنى كلام الرجل، يريد أن ينقل للشعب صورة مفادها: يا شعب اليمن إن هادي معنا ولا زال تابع لنا نحن ويدور في فلك النظام القديم، هذه واحدة.. الثانية: نتيجة لما سبق يكون بالتالي أتباع المخلوع يضربون اسفين ومسمار بين الشعب وهادي، فعندما يكون هادي مرشح لبقايا النظام الفاسد الذي ثار الشعب عليه، فهو إذن بالتأكيد لن يكون مرشح الشعب الثائر! إذ ليس منطقاً أن يكون هادي مرشحاً للضدين، وغير منطقي أن تجتمع الثورة وأعداء الثورة الذين قامت الثورة عليهم على شخص واحد يكون ممثلاً لمشروعيهما المختلفين والمتعاكسين تماماً!.
لا يهمني هادي كشخص، ولكن كي تكون الأمور واضحة للشعب، فان على هادي الآن أن يعلن ويوضح: هل هو فعلا يقبل أن يمثل مشروعا لبقايا النظام، بحيث اختاره القوم ليكون ممثلهم وحاملا لمشروعهم في حكم اليمن، مشروعهم الذي هو بالتأكيد ضد الثورة وضد مصلحة وأمن اليمن، فلقد جربنا هؤلاء ٣٣عاما.. أقنعتنا كم كانوا عائقين لتقدم ونهضة اليمن!.
لينا صالح
وأسقطت الثورة المضادة مرسي المنتخب.. إذاً لنأخذ العبرة مبكراً! 1617