يمثل الحوار الوطني الأرضية الخصبة للانطلاقة باليمن إلى فضائات رحبة من التقدم والرفاه، فضلاً عن كون الحوار الوطني الأداة المثلى لإخراس هول التشظي ولإسكات شبح التأزم السياسي والاجتماعي، ناهيك عن أن الحوار الوطني الشعبي يعد وبلا ريب منعطفاً حقيقياً صوب ملامسة المستقبل المشرق الوضاء الذي تزدان به روح الحقيقة وتختفي فيه ظلمة الرذيلة والرجس.
وإذا كان الحوار الوطني يشكل كل هذا، فإنه يمثل حقيقة الترجمان الصادق للحكمة اليمانية والدليل الواعي لإنقاذ الأمة اليمانية التي توافقت عليه وارتأت فيه ضالتها ووجدت فيه مخرجها الأوحد من وحل الانكسار ومن عتمة الليل البهيم التي ضاعت فيه الحقيقة وعلا البهتان والوهم والإفلاس وساد القوم خرافات وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان حتى تجذرت مداميك الحكمة اليمنية بثورة الشباب السلمية الناجحة وفي إعراض اليمانيين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم ومشاربهم السياسية والثقافية والفكرية عن لغة العنف والإرهاب السياسي والفكري والعسكري والاجتماعي إلى لغة الحوار وانبرى من وسط هذا الزخم قائداً عظيماً فذاً شجاعاً ارتضى إلا أن يتحمل مسئولية إخراج اليمن واليمانيون من النفق المظلم باعتبار هذا القائد قاسماً مشتركاً لمختلف فئات الشعب وقواه السياسية والاجتماعية.. إنه الرئيس هادي الذي لم يعتلِ كرسي الحكم عن طريق المؤامرة وسفك الدماء وإنما جاء من خلال صندوق الاقتراع في تظاهرة فريدة هي الأولى من نوعها يوم خرج اليمانيين زمراً ليقولون لا للإقتتال نعم للأمن والأمان والسلام عن طريق تصويتهم لمرشح التوافق الوطني فخامة المشير/عبد ربه منصور هادي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن الذي تتصاعد شعبيته يوماً بعد يوم وبين الفينة والأخرى ويحتل المرتبة الثانية في قلوب اليمانيين بعد الرئيس الشهيد المقدم/إبراهيم الحمدي ـ رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
إننا أمام مسئولية عظيمة في رأب الصدع وترميم الانشقاقات الحاصلة في جدار الأمة السميك جراء المؤامرة القذرة التي تعاني منها الأمة اليوم وهنالك من يؤجج الصراع ولا يريد لليمن أن تخرج برؤية موحدة ثاقبة لمعالجة مختلف الاختلالات وترميم مجمل التصدعات وهو ما يدعو إلى مضافرة الجهود والتحلي بالصبر واحترام الرأي والرأي الآخر واحترام الأخوة محل النزاع واحتدام الصراع، فإن الأمة اليوم تأمل وتعقد آمال عراض على مختلف تكوينات الأمة والمجتمع وقواه السياسية الشريفة في مؤتمر الحوار الوطني في إبطال ونزع فتيل التشظي والانقسام والانشطار والنأي والإعراض باليمن عن بؤر الصراع والأحقاد وتصفيات الحسابات والخصومات المؤجلة ذلك أن إخواننا في مؤتمر الحوار الوطني غالبيتهم العظمى من زبدة المجتمع ومن العناصر الشريفة التي تؤثر السلامة الاجتماعية وتربأ بالوطن عن عيش حياة الإفلاس السياسي والثقافي والفكري وتوديع حياة الحرمان إلى حياة السعادة.
والتوحد والوقوف صفاً واحداً في وجه المؤامرات والدسائس ونزع فتيل الاحتراق والاقتتال وتصفية الصدور والقلوب من الأحقاد والضغائن بين جميع مكونات الأمة السياسية والحزبية والاجتماعية.
ولما كان الحوار منقذاً للأمة من الهلاك والضياع، فإنه حري بجميع مكونات الأمة السياسية والحزبية والاجتماعية أن تلتف حول القيادة السياسية الظافرة وتصطف اصطفافاً وطنياً كبيراً من أجل حلحلة كافة القضايا العالقة والتي باتت تؤرق الأمة وتنذر بالهلاك المحقق.
وثمة أمور مساعدة على تفعيل دور المكونات الشعبية السياسية والحزبية والاجتماعية ومنها على سبيل المثال للحصر السعي الدؤوب والمستمر لتمثل الشفافية والوضوح من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني حين نتناول قضايا الأمة المصيرية والتعامل بمصداقية متناهية إزاء كل ما يعتمل في الساحة الوطنية اليوم والترفع عن الصغائر والمكايدات والمزايدات والمناكفات السياسية الهابطة التي لا تؤرث سوى الدمار والهلاك والخزي والعار وعلى مختلف القوى والتكوينات السياسية والاجتماعية الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني التحي بالمكاشفة والمصارحة والانعتاق من براثن المؤامرة السياسية القذرة والعمل بروح الفريق الواحد وتجسيد الانتماء لله والوطن والثورة ونبذ كل أشكال وصور الانتماءات الضيقة كالسلالية والطائفية والمناطقية والحزبية.
إسماعيل زيدان
الحوار الوطني..ترجمان للحكمة وإنقاذ للأمة 1212