لست أدري إلى متى سنظل نغالط أنفسنا ونركن إلى ألد أعدائنا, فمعظمنا يدرك أن الأخطار التي تهدد الثورات لا تكمن في الأنظمة البائدة أو بقاياها فلا تكمن مشكلة اليمن -مثلا- في علي صالح ولا سوريا في بشار وهكذا دواليك …وعليه يكون من الغلط أو اللغط رفع شعار بقاء الأسد أو تحرق البلد؛ لأن الأسد لا يمثل كل هذه الأهمية ولو استبدلنا شعار /بقاء إسرائيل/ أو نحرق كل المسلمين والعرب؛ لكان الشعار إلى التحليل الموضوعي أقرب .
لكني أرى غالبية القارئين والمتابعين لأحداث الثورات يرون في تلك الأحداث أن الخطر الحقيقي هو النظام أو بقاياه وليس الأمر كذلك إطلاقا لان العدو الأكبر للثورات بنظر التحليل الموضوعي هو /التآمر الإقليمي والدولي/ فها هي مصر تشتعل فتنة ومخلوعها في السجن وها هي تونس مثلها ومنفيها في جدة وها هي ليبيا يستمر حمام دمائها وزعيمها قد رحل من الدنيا بأسرها فلو عددنا أو قرأنا دور المجتمع الدولي لقرأناه على أنه هو /الذئب الأكبر/ وإن حوافره تمثل /التآمر الإقليمي/ ورأسه وأنيابه /الدولي/ فما يبقى للذيل (الزعامات) من قيمة أو خطر مع أن أغلب البنان تشير إليها على أنها من يقتل الثورات ويغتال الكرامات فبشار هو من يقتل السوريين مع أن لذي يقتلهم الدولي المخطط والإقليمي المنفذ ممثلا بإيران فهذان المتآمران يضعان /ثورات الشعوب/ في كفة /وإسرائيل/ في الكفة الأخرى ودائما ما ترجح كفة الأخيرة في ميزان المتآمرين, إذاً فالعدو الأصيل هم اليهود والمجتمع الدولي هو الغطاء لهم والقرآن الكريم قد نبهنا إلى أمرين: الأول حذرنا من العدو الأصيل "اليهود" (هم العدو فاحذروهم) (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ونحن دائماً ما نركن إلى المجتمع الدولي ولا نحذر من إسرائيل /ولم نحذر/ فهي تلعب لعبتها في مصر ولا نستبعد أن تجعل صباحي كبش فداء لاستعار نار الحرب كما فعلت مع بالعيد تونس.
د.حسن شمسان
غلط أم لغط (!) 1297