تمر علينا في هذه الأيام، ذكرى النكبة الأليمة، والتي تسببت في التهجير القسري لأكثر من 750 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم، وما زالت إلى يومنا هذا المجازر التي ارتكبتها عصابات الصهيونية بحق شعبنا ماثلة أمام أعيننا، وبدأت التغريبة الفلسطينية في داخل فلسطين و إلى دول الجوار، فالمخيمات الفلسطينية ستبقى رمزاً لهذه المعاناة، والتي يعود لها الفضل في إبقاء القضية الفلسطينية حية، ولن ننسى بانه كان للمخيم دور بارز في الثورة الفلسطينية واستمرارها، واسقطت المقولة الصهيونية "يموت الكبار وينسى الصغار".
من الملاحظ هذه الأيام أن اليأس والإحباط بدأ يتسرب إلى النفوس، والشعور بان قضية اللاجئين مهمشة، في ظل معاناتهم اليومية بسبب فلسطينيتهم، فلم يكتب للاجئين العودة إلى قراهم ومدنهم حتى الآن، والحديث يتم عن إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس.
لكن لنتذكر على الدوام بان قضية اللاجئين هي جوهر الصراع، فإعلان وثيقة الاستقلال أكد عليه، ولا يخلو خطاب للقيادة الفلسطينية من التأكيد على حق العودة، وكذلك هو حق إنساني وقانوني نصت عليه القوانين الدولية، وهو حق فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم.
وذلك يوقع على كاهلنا مسؤوليات، لعل أبرزها تذكير الأجيال بهذا الحق وتعريفهم بقراهم ومدنهم، وحبذا لو نقوم بإرسال وفود من أبناء اللاجئين الفلسطينيين إلى أرض الوطن، من أجل ربطهم بجذورهم، لأن ذلك سيكون رافعة في صقل هويتهم وانتمائهم.
وإننا نؤكد بأن المطالبة بهذا الحق تقوي وتدعم موقف القيادة الفلسطينية، في المطالبة بالحرية وتقرير المصير لشعبنا، وإن إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، تجعلنا أقرب من تحقيق حق العودة، وإننا نحن أصحاب الأرض، فالماضي والحاضر والمستقبل لنا، ولن يضيع حق وراءه مُطالب.
*مدير المكتب الصحفي الفلسطيني – الدنمارك
وليد ظاهر
نحن أصحاب الأرض 1253