ها هو رئيس الجمهورية ومعه الأمانة العامة لمؤتمر الحوار ورؤساء الفرق يدشنون النزول الميداني لفرق العمل إلى المحافظات للالتقاء بالمواطنين لمناقشة القضايا المدرجة والمتعلقة بجدول أعمال الحوار الوطني والذين يعملون بوتيرة عالية من قبل كل الأعضاء..
وفي هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ اليمن ينتظر اليمنيون بفارغ الصبر ما سينتج عنه مؤتمر الحوار, حيث يعتبر مرحلة مهمة ويعتمد عليه تقرير مصير اليمن وإخراجه من أزمته الراهنة إلى بر الأمان وبنجاح الحوار يعد الخطوة الأولى نحو تحقيق بناء يمن جديد, كونه سيخرج بقرارات وتوصيات ينتظرها الشعب اليمني وإيجاد حلول لكل القضايا والمعضلات العميقة وأهمها القضية الجنوبية وقضية صعدة اللتان يعتبران مفتاح لكل القضايا داخل اليمن..
وما تواصل وزيارة السفراء والخبراء الدوليين ولقاء بن عمر مع فرق العمل إلا دليل واضح على أهمية هذه التجربة الفريدة في اليمن والعمل على إنجاح الحوار الوطني الشامل الذي يجب أن يلبي طموحات ومتطلبات الشعب اليمني, نظراً لما يعانيه من مستوى اقتصادي وانفلات أمني وكذلك نحن ندين الاعتداء المتواصل على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط من قبل المخربين وهذه المنشأة الحيوية يجب أن تكون لها حماية متواصلة ومعاقبة كل من تسول له نفسه العبث والمساس بهذه المنشأة الحيوية التي تكبدنا يومياً خسائر اقتصادية فادحة لذلك ندعو فرق العمل إلى إدراج هذه القضية ضمن الحوار وجعلها قضية مهمة وإلزام الحكومة باتخاذ إجراءات وعقاب صارم لمثل هذا السلوك الغير إنساني.
ويجب على المتحاورين (فرق العمل) أن تبتعد عن الشكليات والسلبيات والمماحكات الحزبية والشخصية وجعل مصلحة اليمن فوق كل المصالح وإيجاد رؤى وحلول جذرية وهذا يعتبر حرصاً منهم على حبهم لوطنهم المعطاء, كون اليمن الجديد الذي نبحث عنه يجب علينا أن نطوي صفحة الماضي بآلامه وأوجاعه ونبدأ صفحة جديدة تلبي حجم الدولة وشكلها حتى تكون دولة مدنية حديثة والتي يجب أن تسودها المساواة والحكم الرشيد في الحقوق والواجبات وهذا يتطلب منا قيم أخلاقية ووطنية وإنسانية في الحكم لخلق مجتمع عصري متواكب مع ما ننشده حتى يكون جيل المستقبل قادر على المشاركة المجتمعية وتقديم الرؤى في خدمة وطننا الحبيب وعلينا تثبيت مدامك السلم الاجتماعي في كافة أرجاء الوطن.
وعليه فإننا نعلق الآمال على فرق العمل بحوارهم المتواصل وبنزولهم الميداني والالتقاء بالمواطنين وعليهم أن ينصاعوا ويستمعوا لآراء الناس والشارع وإيجاد حلول مناسبة لقضاياهم حتى يكون المواطن عند مستوى الثقة لهذه الفرق كون نزولهم الميداني يعتبر مهمة وطنية وتاريخية ويجب تحملها بأمانة.. وعلينا نحن المواطنين التعاون معهم والعمل معهم على التهدئة الإعلامية والأمنية تجاه فرق العمل والحوار الوطني ونعمل جميعاً على المساندة في إنجاح الحوار الوطني, كوننا نعلق عليهم آمالاً كثيرة وما ينتظره الشعب ما سينتج عنه مؤتمر الحوار وما سيتمخض عنه من قرارات وتوصيات تلبي صبر وحكمة هذا الشعب, كونهم سفراء الحوار إلى المحافظات والمناطق على مستوى الجمهورية ولأن مخرجات الحوار ستركز على المبادئ والأسس التي سيتم على أساسها صياغة الدستور الجديد الذي سيحدد نظام الحكم وشكل الدولة في اليمن.
وعليه فإن مؤتمر الحوار يعتبر فرصة سانحة وتاريخية لأبناء اليمن وعلى الفرقاء السياسيين والممثلين لكل اليمن عليهم أن يعوا دورهم الوطني المسئول ويجعلوا مصلحة اليمن فوق كل المصالح ولتكن غاياتهم هي بناء يمن جديد يسودها النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والمساواة والحكم الرشيد.. وفق الله الجميع لما فيه مصلحة اليمن وحب الوطن.
أمين حسن عسقين
فرق عمل الحوار.. ودورها الميداني 1301