كم أنا حزين عندما تصبحين حلبة مصارعة بين أشخاص يريدون السطو عليك يا مدينة الثقافة يا مدينة النعمان.. إنها تعز, ماذا سيكتب التاريخ عنها؟.. إنها ملاذ التاريخ وعنوانه.. هي الثورة وبوابتها وشرارتها وعنوانها السامي.. نعم هي تعز مهد الرجال والأبطال والأحرار.. في كنفها الثائرين والثائرات.
هكذا قال الحمدي عن تعز "أهل تعز كخلية النحل، متنوعي المواهب، أهل تعز الصين الشعبية وبمقدرتهم قيادة بلد بأكمله بلد الوفاء".. فتعز مدينة حاكت الوطن بثلاثية حروفها وتلون أحوالها ونبض قلبها.
تعز يا وجود لا ينكر ولا يتماثل.. ويا كياناً لا ينتصب تأريخه أطلالاً لمجد غاب، بل شواهد لمسيرة لم تتوقف وهي أيضا من ترسل السلام وأنا أسمع في أذني دوي الطلقات فيها.
وبعد أن أصبحت تعز عاصمة الثورة ها هي اليوم تدفع الثمن لمخططات تقودها عصابة تريد منها أن تصبح مكانا ينتشر فيها الدم لكي تسبح فيها وهي في ذلك تسعى إلى قتل فضيلة الثورة كونها تخلصت من عتاولة الاستبداد الذين ظلوا يحكمون ويقذفون بأبنائها ما وراء البحر والبر..
فرحت تعز عندما استلم المحافظ شوقي مهامه كمحافظ لتعز ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن الفرح تحول إلى كابوس بسبب الوضع الأمني وبقاء الفاسدين في وظائفهم ولم يتغير شيء يعني تحدياً للثوار ولإرادة أبناء تعز.. لماذا يا أستاذنا الفاضل شوقي لم تتحرر من تلك الفئات التي مازالت تعطيك الانطباع السيء عن نفسك وعن المحافظة؟.. إنهم يرغبون أن يضربوا عصفورين بحجر واحد, فهم جعلوك على حرب مباشر مع الشباب وسكان المحافظة ومازالوا يعملون على تقوية نفوذهم من جديد على حساب دماء الأحرار, فمعركة المحافظة اليوم هي في التخلص من كافة الجوانب التي ظلت تشوه واقع المحافظة وتعمل على تدمير كل مكتسباتها سواء كان الأمر مرتبطاً بالواقع الجديد أو بممارساتها على الواقع القديم.
ولذلك اعتقد أنه يمكن أن تكون المفاضلة التي قام بها المحافظ شوقي هائل في اختيار الموظفين لبعض مكاتب الدولة في المحافظة شيئاً يحسب له, لكن من هي الجهات التي يمكن الرجوع إليها على أنها كانت في جانب هذا الاختيار وعلى من تحتسب؟.. عند ذلك يمكننا القول أن نظام شوقي كان إيجابياً وشفافاً ومنطقياً وذلك من أجل الحصول على مكاتب تخدم المواطن في المحافظة الذي افتقد للثقة بالمعايير التي يسير عليها الموظفين في المحافظة والذين يهتمون بمصالحهم الشخصية والمادية على حساب الوظيفة وحقوق المواطنين.
أصبحنا نعيش في الوقت الراهن في حلبة مصارعة ونحن نشاهد من الفائز, فريقين أو فرق متجزئة تريد الفوز على اللقب ولكن هل ذلك اللقب يستحق أن تقوم مظاهرات من أجله؟.. هكذا تبدو الرؤية المستقبلية لهذه المحافظة التي لازالت تدفع الأثمان عندما يحاول كل طرف أن يحصل على الكعكة كاملة ويحاول التخلص من الآخرين أو وضع نهجه السياسي على أنه الأنسب دون أن يضع كل اليمنيين سواء في تعز وكغيرها على انهم جزء يحق لهم أن يكونوا في مراتب متقدمة من التوظيف بعيدة عن إشكالية الحزبية وظروف بعض الشخصيات التي رغم أن الثورة قامت ضدها, إلا أنها مازالت تلعب من وراء ستار.
الذي يحصل اليوم هو القتل والنهب والسرقة والاستحواذ لتصبح الضحية هي عاصمة الثورة والثقافة الحالمة تعز, كل طرف لديه قضية, فالمهمشون مثلاً لم تحل قضيتهم حتى الآن والتربية والتعليم أصبحت فريسة للسيطرة عليها والمشاريع الإنمائية يشكو أبناء تعز من عدم تنفيذها وذلك بعد محاولات وزير المالية إعاقتها فيما يخص محافظة تعز وهناك مشاكل تحصل وهناك أطراف تدفع تعز لتكون في خضم مساعيها السياسية..
ولذلك يمكننا القول إن الحل هو أن نقف جميعاً من أجل تعز ونترك اللعب الذي يحدث لنا من خارج تعز.. ولنقول للذين يرغبون أن تكون تعز هي من تدفع فاتورة مغازيهم السياسية: إننا في تعز لن ندمر مدينتنا من أجل السياسة وحصد المراتب التوظيفية في مكاتبها المختلفة, فلتموت الغاية السياسية على تربة تعز الطاهرة.
جميل باعلوي
كلمة يقولها كل إنسان عاشق للحالمة تعز 1694