يمثل الثالث من مايو من كل عام (اليوم العالمي لحرية الصحافة), هذا اليوم الذي يمثل للصحافة النزيهة المقتدرة محطة محورية ومهمة لتراجع فيها أوضاعها المهنية والحرفية والمصداقية.. وماتزال الصحافة وستبقى منارة للثقافة والتنوير ومرآة الحياة وقلبها النابض, فصحافتنا الوطنية والمحلية معنية اليوم اكثر من أي وقت مضى بإصلاح أوضاعها والتعامل الواعي مع التحديات الداخلية والخارجية اكثر, فإصلاح قوانين الإعلام والصحافة وتوفير ضمانات قانونية لممارسة حرية التعبير عن الرأي هو احد الموضوعات الساخنة في العالم, نظراً لما يخضع له الصحفيون والإعلاميون من قوانين وأنظمة متشددة تحد من حريتهم وذلك عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير والنشر..
فنحن نعيش اليوم في ظل وضع تزداد الخطورة على حرية الصحافة وكذا على الحريات الإعلامية والتعبيرية في ظل تصاعد وتيرة العنف والتهديد الممارس ضد الصحفيين والإعلاميين في مختلف وسائل الإعلام وخاصة الإعلام الجديد.. فحرية الصحافة في بلادنا (اليمن) مرت وماتزال تمر بأصعب واخطر المراحل, حيث يواجه الصحفيين المزيد من القيود التي تحد من حرية الصحافة وكذا الحصول على المعلومات, حيث تتواصل الانتهاكات كل عام بحقهم دون محاسبة لمرتكبيها, فقد كان العام 2011م أسوء الأعوام بالنسبة للصحفيين في اليمن, فمسلسل قمع حرية الصحافة وكذا فرض المزيد من القيود ما يزال مستمراً.
ونحن نحتفل بيوم مرآة الحياة وقلبها النابض لا يمكن أن نحصي عدد القتلى والجرحى والمفقودين والمعتقلين من الصحفيين والإعلاميين في عالم اليوم الذي يدعي الديمقراطية وحرية الصحافة وحقوق الإنسان.. كما يواجه الصحفيون والإعلاميون ظروفاً صعبة على مستوى الملاحقات القضائية والاعتداءات الجسدية والقيود المفروضة عليهم والاعتقالات التعسفية.
على الحكومات والمنظمات الاقليمية والدولية من جانبها حماية الإعلاميين والصحفيين من الاعتقالات والانتهاكات وخاصة الذين يغطون مناطق النزاعات المسلحة في العالم, فقد قتل واعتقل واختطف العديد منهم في مناطق مختلفة من العالم وخاصة دول الربيع العربي.. وكذا أن تلبي الحكومات تطلعات الإعلاميين والصحفيين وأن تؤمن بيئة مواتية ومحفزة للمهنة على كافة المستويات وكذا توظيف الصحفيين والإعلاميين في أجهزة الدولة المختلفة وتوفير العيش الكريم لهم, كونهم يعملون في السلطة الرابعة.
يا رفاق الكلمة الحرة والشريفة, يا قادة الرأي ويا فرسان صاحبة الجلالة: أرى أن الثالث من مايو من كل عام يمثل فرصة مناسبة لمناقشة وحدة الصحفيين والإعلاميين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وتضامنهم في وجه كل من يريد النيل من رسالتكم النبيلة والسامية والجليلة ولتعرفوا كذلك مالكم وما عليكم.. إنها دعوة مخلصة إلى لعب دور فاعل ومؤثر في إنتاج عملية التواصل بين القاعدة والقمة, فالصحافة ضمير ومهنة, فتعلم الصحافة ليس صعباً, ربما تكون اسهل مهنة يتعلمها الشخص, لكن اصعب ما فيها هو المهنية والحرفية والمصداقية, يجب أن ينسجما معاً ومن أسس هذا الضمير أن يسعى إلى البحث عن الحقيقة وأن يتجنب ترويج الاشاعات الكاذبة والمغرضة والإساءة للناس تحت أي مبرر باطل وكذا تجنب ازدراء الأديان بحجة حريه التعبير.
عبدالله عمر ناصر البحري
مرآة الحياة في يومها العالمي 1091