طالما الشعوب أتعبتها عبثية الحكومات العربية كان على هذه الحكومات تقييم أسباب وجودها وبقائها من إرادة شعوبها؛ إذ أننا نعيش أمام صناعة نهاية الصمت العربي ضد حكومات لم يكن لها أية قاعدة شعبية تذكر مبنية علي ديمقراطية عادلة ومتوازنة..
تجارب المشاركة السياسية التي مرت بها دول المنطقة العربية في ماضيها وحاضرها, فإنها تتفاوت في شكلها ودرجاتها وأسبابها, كما أنها تتفق وتجتمع فيما يخص تأكيد الحريات الأساسية من اجل بناء مجتمع معاصر خالي من كل صور الاستبداد والتخلف الحضاري.
إن الشعوب هي التي تمتلك مفاتيح صكوك الحياة للحكومات إن استمدت وجودها من إرادة الشعوب, غير انه يمكن القول أننا بدأنا ندخل نحو مرحلة جديدة وهي مرحلة نهاية صكوك الحياة الممنوحة لهذه الحكومات من طرف القوى الخارجية التي أخدت تتبرأ من هذه الحكومات وخير دليل علي دلك ما يحدث في سوريا واليمن وليبيا وما حدت في مصر وتونس.
ولعل العالم العربي على موعد واستحقاق يخول لها أن تسترد حريتها لان الحرية وحدها قادرة علي صناعة واقع جديد لعالم جديد يخلوا من القهر والتبعية المدلة للكرامة والنفوس أن المشاركة السياسية في العالم العربي يجب أن تنصب فيها يخدم نهضة الأمة وما يمكن أن تحدثه من إذكاء للتنمية وبالفعل يمكن الجزم والحصول علي هده المحصلة المرجوة من المشاركة السياسية, إلا إذا كانت هده المشاركة من أسباب التسيس والتوجيه المصطنع القائم علي الدعاية المزيفة.
ولكي تكون هناك ثورة علي الاستبداد بشكل متكامل في عالمنا العربي- بحسب الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية شنكاو هشام- فإن هذا المطلب بات واضحاً في هده المرحلة من الربيع العربي الذي يحاول خلق فضاء ودماء جديدة لواقع ديمقراطي متجدد قد تسود فيه العدالة والحرية المتكاملة.. إن هدا المطلب أصبح نابعاً من واقع الحاجة والضرورة التي يمر بها عالمنا العربي الذي عاني ومازال يعاني من تراكمات الفشل على جميع المجالات التي تقدم فيها غيرنا.. ولكي تكون هناك ديمقراطية عادلة في وطننا العربي تراعي ثقافة حب الإصلاح والبناء خدمة للصالح العام, فلابد من تحقيق ديمقراطية المتكاملة لا يمكن أن تتم إلا عن طريق الوعي التام والمتكامل للفرد العربي داخل وطنه, فالأمية والفقر هي من اخطر العوامل التي تحول دون الوصول إلى ديمقراطية حقيقية في وطننا ويهدأ حتى نتمكن بعد ذلك من الثورة على الاستبداد والفساد ولكن بالديمقراطية الحقيقية لا بالديمقراطية المشوهة التي لا تراعي سوى الدعاية السياسية التي لا تخدم الواقع الاجتماعي في عالمنا العربي الذي لم يستطع التعافي من الاستبداد والفساد المطبق علي واقع الشعوب العربية.. إن الثورة على الاستبداد لا يمكن أن يتأتى واقعها إلا بالنزول على ديمقراطية عادلة ومتوازنة.. وبهذأ يمكن القول في الأخير أن الديمقراطية أصبحت مطلباً ينادى به في زمن الربيع العربي المتجدد الذي لا يكمن أن يكمل ثورته على الاستبداد إلا بالديمقراطية.
إيمان سهيل
صكوك الحكم بيد الشعوب 1577