الرئيس هادي واللواء علي محسن اكمل لوحة وطنية غاية في الحكمة والشجاعة.. إن الرئيس لابد أن يتخذ قرارات حاسمة لا يحابي فيها إلا الوطن فقط واللواء لابد أن يتخذ قراراً حاسماً لا ينظر فيه إلا لمصلحة الوطن فحسب... ولقد صنع موقفين تاريخيين للوطن لا يستطيع شخص أن يتملص من الاعتراف بذلك... الانضمام للثورة السلمية مع أنه كان يستطيع أن يشكل مع الرئيس السابق "صالح" ثنائية تفشل الثورة السلمية.. حقيقة أقول ذلك وأنا خبير ورأس ضليع في الثورة السلمية وكان سيصنع ذلك بدهاء وحضوراً وتأثير شعبي لا يصل أبداً إلى تكرار النموذج السوري في تقديري خلافاً لقياسات سياسية غير دقيقة, لأن من شرط القياس العقلي أو السياسي أو الشرعي مساواة الفرع للأصل وليس هو كذلك.
إن اللواء يتقن فن صناعة التحالفات ويتقن القيادة ويتفنن بالاحتفاظ بكثير من الأوراق وخيوط اللعبة, لكنه قرر أن يكون في يوم 21 مارس 20011م مع الشعب وقرر الآن 21/4/20013 أن يكون مع الشعب حيثما يضعه رئيس هذا الشعب, محبطاً كل تقديرات اللاهوت السياسي المتخبط..
تحية شكر للرئيس هادي على كل قرار يخدم الوطن وتحية شكر للواء على قراره النادر والشجاع الذي يخدم الوطن وتحية لرجال الفرقة الأولى مدرع التي دخلت التاريخ فعلاً ولو غير اسمها ومقرها..
ولا أنسى أن أقول إن الحكمة اليمانية ظهرت واضحة وضوحاً رقمياً في مطلع عام 20011م وحتى الآن, حيث اتجه الكل إلى المصالحة تحت سقف المبادرة الخليجية التي أفتينا أنه صلح وعقد وعهد واجب الوفاء به في الشر ع وتجلت الحكمة والعقل في توقيعها من الرئيس السابق "صالح" والذي يعد موقفاً محموداً وتاريخياً منه مهما كانت دوافعه, سواءً كان مجبراً بالثورة السلمية أو بمجلس الأمن أو باختياره, فها هي جامعة العرب ومجلس الأمن لم يصنعا لسوريا شيئاً, فما أظن أن موقف أنجاله وأبناء أخيه ستغلبهم تلك الحكمة ويؤثرونها على حظوظ النفس, لأنها الورقة الرابحة الآن فليبدأ الآن الجميع صفحة ناصعة مع الله والوطن وكفا الله المؤمنين القتال ومن أحسن عمله فيما سيأتي وتخلص من المظالم فسيجد الله تواباً رحيماً وسيجدنا نحن شعب الإيمان والحكمة والفقه أرق قلوباً وألين أفئدة كما كنا لا نتغير إلى قيام الساعة, ومن أراد مغالبة الدهر والشعب فلن يغلب إلا نفسه ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله كما في الحديث الصحيح.. فشكراً لمن سيعي الدروس.
المستشار د.فضل مراد
رجلان أحبطا تقديرات اللاهوت السياسي 1770