لمهنة المحاماة أهمية خاصة في حياة الشعوب والمجتمعات المعاصرة, كلما ازدهرت مهنة المحاماة في شعب أو مجتمع ما, ازدهرت الحياة العامة في المجتمع عموماً, لأن المحامين هم أنصار المسيرة الحقوقية في المجتمع وهم عون للقضاء والنيابة على تحقيق العدالة في البلد, ومهنة المحاماة لا تقتصر فقط على الترافع والمدافعة في المحاكم مقابل أتعاب المحاماة، بل هناك بُعد وطني أكبر لأهمية المحاماة في المجتمع, ففي جمهورية مصر العربية لعب المحامون دوراً وطنياً بارزاً في تاريخ مصر السياسي وقد صدر كتاب مؤخراً في جمهورية مصر العربية يوجز تاريخ المحامين في مصر ودورهم في صناعة التاريخ الوطني, إذ يُبيّن الكتاب المذكور أن تاريخ النضال السياسي في مصر هو تاريخ لمهنة المحاماة وروادها القانونين..
ويذكر الكتاب أن سعد زغلول رائد النضال السياسي في مصر وصانع أفضل دستور في تاريخ مصر كان محامياً, وقبله مصطفى كامل كان محامياً وبعده الكثير والكثير من المحامين الذين لهم بصمات واضحة في تاريخ شعوبهم ليس في مصر وحدها وإنما في مختلف أنحاء العالم, ونحن في اليمن, أحوج ما نكون لوجود حركة قانونية مزدهرة في هذا البلد تساعدنا في الانتصار لحقوقنا وقضايانا.
ونجد في اليمن أن هناك أشخاصاً نقشوا مسيرتهم القانونية في قلب الصخر وأسسوا لمهنة المحاماة حتى أصبحت مهنة محترمة ومعترف بها وتحظى بتقدير اجتماعي كبير.
ونحن نتحدث عن مهنة المحاماة يجب أن نعترف أن المحامين يسهمون إلى حد كبير في مناصرة الحقوق والحريات في اليمن ويسهمون إلى حد كبير في إصلاح القضاء وما زالوا يواصلون مسيرتهم الحقوقية.
عفان الصفواني
المحاماة رسالة إنسانية 1348