rafoapasi@gmail.com
خيانة الوطن أعظم وأكبر مما تحتمله أي نفس ويكاد يجمع البشر على مقت الخائن، فالخيانة تؤدي إلى تدمير الثقة بين الأفراد والعلاقات بينهم..
كل فعل مشين يمكن للمرء أن يجد مبرراً لفاعله إلا خيانة الوطن، فهي أعظم درجات الخيانة.. إن الخيانة بحر قذر والخائن لا يشعر بقذارة الوحل الذي غرق فيه وتتوالى فصول المحنة التي يمر بها النقب الحبيب تباعاً وكلما نتوقع أنها بدأت بالانفراج وسوف نرى ضوءاً آخر النفق.. نرى ان بعض المتآمرين يخرجون ويطلون علينا وفي جعبتهم سهام مسمومة جديدة أشد فتكاً مما سبقتها ومما تعودنا عليها، وذلك لأنهم قد وظفوا طاقاتهم ونفوذهم وقدموا لأسيادهم تعهدات قاطعة وقطعوا على أنفسهم عهداً ووعداً بالمضي في هذه المؤامرة حتى نهايتها.
إن ما يؤلمني ويؤلم كل الشرفاء هو انخراط أفراد من أبناء جلدتنا ومن نفس النسيج الاجتماعي في صفوف هذه المؤامرة الخطيرة وكأدوات رخيصة وأبواق ببغائية تردد ما تسمعه من أكاذيب دون أدنى تفكير وبكل وقاحة تجعلنا نصف هؤلاء الأشخاص في خانة العهر السياسي.
إن كلمة العهر السياسي، لا أقصد بها السباب والشتائم، بل أصف بها حالة الكذب وتقدم كذبتك وتدافع عنها بكل أنواع الحجج الواهية كأنها حقيقة واضحة كالشمس، وعندما يثبت بالدليل القاطع عدم صدقها تقف وتقول بكل وقاحة وبدون خجل: نعم أنا سلكت طريقاً صحيحاً وأنا في المسار الصحيح من أجل المصلحة العامة.
إن الأحداث التي تتوالى في نقبنا تباعاً والمستجدات على أرض الواقع أصبحت جلية للقاصي والداني، ولكن لا حياة لمن تنادي، لأن أبناء جلدتنا شركاء فعليون في هذه التخريب، فهم يعزفون على وتر الطائفية ويحاولون بكل الطرق دق أسافين الفرقة والشقاق والتشرذم بين أبناء الشعب الواحد ومحاولة تفتيت وحدتنا التي هي السياج الواقي والحافظ والحامي لكرامتنا الإنسانية.
إن عتبي الكبير على أبناء جلدتنا أنفسهم، حيث يبدو أنهم بموقفهم الداعم للتخريب والفرقة قد فقدوا عروبتهم وإنسانيتهم وقد أصيبوا بعمى الألوان، فهم لا يرون إلا اللون الأحمر والأسود، أي يعني محاولة تشتيت اليمن وعدم الخروج بها إلى بر الأمان.
تأمل :-
الحوار الوطني هو مسئولية جماعية للخروج باليمن إلى بر الأمان وأي سياسي سيعمل على إثارة المماحكات والعمل على تفتيت الحوار وإثارات الجدال والنزعات، سوف يتم التعامل معه على أنه خائن للوطن.
في الأخير لا يصح إلا الصحيح وأن التاريخ لن يرحمكم ولا الأجيال القادمة وسيحاسبكم الجميع وستكون صفحتكم سوداء في الحياة الدنيا وفي الآخرة إذا لم تحسنوا النوايا، ونذكركم بقول الشاعر/ أبو فراس الحمداني: بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي إن ظنوا عليّ كرامُ.. والله من وراء القصد.
رفعت فؤاد العبسي
الخيانة الوطنية 1479