سيظل الحوار الوطني هو المخرج الآمن والوحيد لهذا الوطن الذي أشبعه حكامه كل النقائص والمشاكل والأزمات المستحكمة والمستوطنة وأودعوه قنابل موقوتة و كل لحظة وانفجاراتها المدوية في وجه الوطن تهد قواه وتنكس عافيته وتشوه حاضره ومستقبله و إلى هنا لا جديد, حيث قدر هذا الحوار أن ينجح وإلا فإن متوالية هندسية مأساوية ومخيفة من الأخطار المحدقة تنتظر هذا الوطن المثخن بالجراح والآلام وهذا أيضاً يعرفه الكل ويدركه الجميع, ولأجل البديل الثالث "لستيفن كفي" هذا إن كانت قائمة 565 تريد التعأون المبدع والخلاق لعيون الوطن المكلوم الحزين متخليين عن دوائرهم الضيقة وانتماءاتهم الأضيق ومشاريعهم الموغلة في الضيق بل والنتن المهم اجتمع أولياء الدم مع القتلة والضحية مع الجلاد والمظلومون مع ظالميهم وأصبح حواراً للعوائل والبرجوازيين والكهول والمعتقيين ومن هم داء البلد وعلله ومع كل هذا ولازلت متفائلاً بل وأكثر, كم كان راسل مخطئاً وهو يكتب عن السياسة كقيمة عليا ومثلى دالة على الخير والسمو والإيمان, كانت أحد "الموجموزيلات" في روسيا تسأل ماركيز عن طعم الكوكاكولا وكانت الكوكاكولا في أمريكا الجنوبية حينها خطراً داهم وشراً مستطيراً فرد بالقول تشبه طعم الحذاء الجديد، أظنه كان يوصف التسيس الأطرش والفهلوه المتغابيه وعفواً طعم حذاء مهترئ وقديم ونتن يا معمر النجار يا فتى الأدغال الأمور ليست تحت السيطرة, أحاول أن أفهم كيف يمكن أن يكون الحوار وكذا المستقبل بعيون مفقوءة, الشباب الذين أوصلونا إلى هذه اللحظة الفارقة هم الأكثر غياباً الصدور العارية والشهداء القادمون هؤلاء الذين بصقوا في وجه المستحيل وتحدوا حسابات الساسة المرتهنين إلى الاستراتيجية الملغومة وبُعد النظر السقيم وهذا الزيف المغلف بالعقل المتكهف والحكمة الشائخة والتصورات الشوهاء والفكر العتيق, وقدموا - أي الشباب - نماذج أروع من الروعة وأعظم من العظمة في الشجاعة والتضحية والعزيمة وشدة البأس وقلبوا المعادلة القاتمة القديمة وأوجدوا المختلف الذي ينتظره المعذبون في الأرض واكتشفوا أسطورتهم الشخصية حسب "باولو" في رائعته العالمية الخيميائي ليس معقولاً البتة أن المؤتمر الزار الكبير بدونهم تباً المستقبل يتعرض للقرصنة، هناك حيث السياسة لعص أحذية رديئة ومتهالكة, المستقبل بلا وهج و لا ضوء خنق النور واعدم السطوع الفجر ذهب في خبر كان, إنها مؤامرة كيف غيب القادم الجميل؟ وقود التغيير؟ أبطال اللحظات الفارقة والمهمات المستحيلة؟ كيف ستكون المخرجات لحوار بلا طاقات خلاقة ودينموهات دائمة الحركة أدلة متاهة ماركيز حيث لا قيادة راشدة ولا رشد يقود ,هل تعي الأحزاب هذه البشاعة التي أنتجت هكذا مهزلة مجرد عجل دميم ومخلوق شائه لسامري أدمن القذارة, وهل يدرك هادي الذي أصبح مع 21 فبراير بشرعية شعبية هم (أقصد الشباب) من أوصلوه بعد20 عاماً من الصمت القاتل متحرراً من المشترك والمؤتمر مدعوماً بهذه المسماة مبادرة الجيران وقرارين لمجلس يتبع مون، هل يدرك ما صنعت يمينه بحق القلب والمستقبل من عدوان؟ هل سيستمر دور الشباب كجسر طاهر تمر عليه الأهواء والنزوات والقذارات ؟وحمالة قوية ومتينة لعبور الضعف والوهن والوساخة والإثم ؟,وعصا غليظة لتسهيل التقاسم والمحاصصة والكسب الرخيص؟ لا أستطيع أن أتنازل عن الحلم دعونا نواصل الحلم الثورة مستمرة وثوار أحرار "حنكمل المشوار" لا تقتلونا مراراً وتكراراً بكل قسوة ولاإنسانية وصلف وكله بسم الوطنية والتيم بالأوطان!!!!!
رئيس المنسقية العليا للثورة – إب
د/ بشير اليوسفي
المستقبل بعيون مفقوءة 1442