إن الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه شماله وجنوبه شرقه وغربه يبعث إليكم أيها المتحاورون رسالة تقول لكم: يجب أن تغلبوا المصالح الوطنية العليا وتجعلوها فوق كل اعتبار وأن تنسوا كل الماضي وتفكروا في الحاضر وأمام أعينكم مستقبل أجياله وتطلعاته وآماله..
أيها المتحاورون: إن الحوار الوطني البناء لن يكتب له النجاح إلا عندما يكون خارج إملاءات الحزب أو املاءات الطائفة وإذا ارتهن عضو الحوار إلى ذلك فسوف يتغير ويضيق سقفه من حجم الوطن إلى حجم حزبه أو فئته أو طائفته ويصبح ملزماً بأفكارها وحدودها وسقفها وشتان بين الأمرين..
أيها المتحاورون: لا نريد أن تتحولوا إلى صدى لأحزابكم وطوائفكم نريد أن تكونوا صوت شعبكم وأمتكم, فأنتم ممثليه والناطقون باسمه والذي لا يستطيع ان يكون بحجم الشعب فإننا ندعوه إلى تقديم استقالته قبل أن نستغني عنه..
أيها المتحاورون: اجعلوا من الحوار وسيلة للتخلص من الانغلاق والانعزالية, اجعلوه طريقة للتفكير الجماعي والنقد البناء المؤدي إلى التطور والارتقاء والبعد عن الجمود والتقوقع ويكون حسن الظن بينكم هو السائد في نقاشكم وتناولكم لمختلف القضايا الوطنية..
أيها المتحاورون: تذكروا أن الله تعالى امتدح الحوار كقيمة عظيمة وأصيلة في حياة الناس قال تعالى (أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وهذا توجيه حكيم بأهمية استخدام الحكمة والحوار في دعوة الناس إلى طريق الحق من خلال الحوار الهادف والتذكير بالله والمجادلة بالكلم الطيب والوصول إلى الحلول الايجابية بأقل التكاليف وأيسر الطرق..
أيها المتحاورون: إن الحوار الوطني هو من أهم الحوارات وأعظمها لأنه يجري بين أبناء المجتمع من خلالكم لمناقشة القضايا الوطنية التي تمس وحدته وأمنه ورخائه ومستقبله ومواضيعه تهم كل شرائح المجتمع, فلابد أن تكونوا على قدر المسئولية الملقاة على عواتقكم
أيها المتحاورون: إن الحوار فن من فنون العلاقات بين البشر فهو يربط بين العقول والقلوب خصوصاً إذا كان يعتمد على الصدق والصراحة, فهل ستتحلون أثناء حواركم بهذه الصفات؟ ونحن على قناعة تامة إذا التزمتم الصدق والشفافية وعدم الانتصار للذات, فإن النجاح حليفكم وتتحقق مطالبنا وأمنياتنا وأهدافنا, فتعلموا الحوار واسعوا الى تطبيقه على أرض الواقع..
أيها المتحاورون: نحن نعلم بأن الاختلاف سنة من سنن الله عز وجل في هذا الكون والحياة يحدث فيها اختلافات بين الناس في وجهات النظر وهذا أمر فطري وظاهرة صحية ولكن لا نريد أن يتحول الاختلاف إلى خلافات حادة وعداوات ظاهرة ولا حتى خفية ولا يكون هذا إلا بسبب غياب الحوار الهادف والبناء أو لعدم المعرفة بأصوله وآدابه..
أيها المتحاورون: إننا ندعوكم إلى احترام الآراء مهما اختلف الطرح بهدف الوصول إلى الرأي الصحيح والناضج بعد تمحيصه ومناقشته والاتفاق عليه, كما أننا ندعوكم إلى التركيز على المواضيع المطروحة ومناقشتها دون النظر إلى أصحابها وفي هذا الوقت تحديداً سوف نشعر أن همكم هو الوطن وهدفكم هو الوصول للحل وعندها ستذوب الاختلافات وتزداد وتنمو وحدتنا الوطنية..
 أيها المتحاورون: وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم وللوطن كل التحية..