Fawaz.alabdly@gmail.com
الشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل لعلنا تابعنا جميعاً حديث فخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية في كلمة الثورة التي نشرتها صحيفة الثورة تحديداً في الذكرى الثانية للثورة الشبابية الشعبية السلمية 11فبراير, حيث أشاد الأخ الرئيس بدور الشباب ووصفهم بصناع التغيير والثورة التي نحن اليوم بصددها, في الحقيقة لقد كان هذا الخطاب منصفاً ليس فقط لشباب الثورة فحسب, بل أيضاً للثورة الشبابية ولليمن عموماً, لكن ما نلاحظه اليوم خصوصاً بعد الشروع في مؤتمر الحوار الوطني ولما نراه من إقصاء وإهمال واضح من قبل كل القوى السياسية للشباب وعدم منحهم الفرصة الكافية في التمثيل المناسب في مؤتمر الحوار الوطني تعد مسألة مثيرة للجدل, حيث شعر شباب الثورة في تمثيلهم البروتوكولي في هذا المؤتمر هو في واقع الحال تمثيل صوري لا يليق بمقامهم الثوري والنضالي, كما أيضاً يرى البعض أن في تمثيلهم في هذا الحوار بهذه القيمة الهامشية هي مسألة اغتيال ضمني للثورة ولليمن الجديد الذي مازال وليداً حتى اللحظة ويفتقد الرعاية الكافية وبالتالي نستطيع القول أن الشباب في تمثيلهم بهذه الكيفية لا يجدون فرقاً بين المشاركة أو عدم المشاركة, الأمر الذي جعل الشباب يعيشون حالة استياء ورفض كلي لهذا الحوار وهذا بحسب تقديري خيار مناسب لاستمرار الفعل الثوري وقلب الطاولة على رؤوس المتحاورين..
على أية حال كان الأحرى بالأخ رئيس الجمهورية أن يقدر ثمن التضحية الشبابية التي جاءت على خلفيتها الثورة والتغيير الذي تحقق بفضل الارادة الفولاذية التي تسكن نفوس أولئك الشباب التواقين للحرية والعيش الكريم وبالتالي كان لابد أن يحظى هؤلاء الشباب باهتمام بالغ وبتمثيل مناسب كحد أدنى باعتبارهم رواداً للمرحلة إن لم يكونوا صناع المستحيل الذي عجز عن تحقيقه الساسة على المدى البعيد..
اليوم وبعد أن قطعنا شوطاً كبيراً في التسوية السياسة القائمة وفقا للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وفي ظل أوضاع تبدو أكثر تعقيداً من غيرها انطلقت أولى جلسات الحوار الوطني تحت إشراف واهتمام إقليمي ودولي لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن, كانت البداية شاهدة على رداءته ليس لخلل جوهري في اتخاذ التدابير اللازمة أو غياب الأهداف والآليات وإنما لسوء الاختيار في التمثيل الغير مناسب لبعض القوى التقليدية لأشخاص ضالعين بجرائم ضد الانسانية وقتل شباب الثورة, الأمر الذي جعل من هذا المؤتمر غير جدير بالاحترام اضف إلى ذلك غياب حلقة هامة وفاعلة هي حلقة الشباب الثائر التي كان من المفترض أن تكون حاضرة بشكل واسع في هذا الحوار لأن الشباب هم الكيان الوحيد الحامل لمشروع الدولة المدنية الحديثة وعلى هذا الأساس كنا نتمنى أن تكون تلك النخبة الشبابية حاضرة بصوتها الصداح الذي حطم جدران الصمت, كنا نأمل أن نرى وجوها جديدة خيراً من أن نرى تلك الوجوه المشؤومة التي سئم الشعب برمته من رؤيتها طيلة الفترة المنصرمة.
فواز العبدلي
الحوار الوطني والحلقة المفقودة 1659