من الوهلة الأولى للحوار الوطني الشامل الذي انعقد قبل ايام ومن خلال مداخلات المشاركين, يلوح في الأفق الفشل القادم بعد 6 أشهر..
اميركا وأخواتها حاضرة بالحوار والسعودية وملحقاتها حاضرة وبن عمر والزياني شاهدان يمثلان الحضور الاقليمي والغربي ويذكران اليمن بالدعم السخي الذي لا يلمسه المواطن العادي ولا حتى العامل الملون بالشحوب.. لكن الحراك ليس في الحوار وابناء صعدة خارج المؤتمر والعلماء والاكاديميون وحتى شباب الثورة خارج هذا الحوار وتوكل كرمان طبعاً فحطت بدري واليدومي خارج نفسه والبقية في الطريق أو على الدول الراعية تكتشف غراء سحري يضمن بقائهم الى اخر جلسات وفعاليات مؤتمر الحوار.
إذا وضعنا ولو لبرهة من الزمن الكلام المعسول الذي نسمعه من هنا وهناك نرى حالة البلد مزرية إقتصادياً واجتماعياً ومالياً ومائياً بالرغم من الصورة التي نحاول نقلها للعالم لجلب الاستثمارات والمنح والقروض والمساعدات.
إن من الأولويات إيجاد مقاربة فكرية لواقعنا، وتوجيه النقد الفكري للإيديولوجية والتخلي عن النظر إلى أزمة الثورات الراهنة من الزوايا التقليدية التي تسود مجتمعاتنا، والقائمة على تكديس مشاكلنا والاقصاء والتهميش كما حدث ويحدث في مؤتمر الحوار تماماً..
يدرك الجميع أن القتلة والسرق وقطاع الطرق واللصوص والفاسدين يجوبون الشوارع وتطل علينا وجوههم من قاعة مؤتمر الحوار, فأية حوار هذا مع من تلطخت ايديهم بدماء شباب الثورة؟ واية حوار هذا الذي يقصي شرائح مهمة بالمجتمع ولا يسمح بكلمة حق ان تقال إذا كان الأمر يعني أبناء صعدة المظلومين والمنتهكين؟.
إن الغريب انه بعد ما كانت الجماهير تطرح التغيير كمطلب مفروض انقلب الأمر وأصبح التغيير شعاراً مرفوضاً, أصبحت اليوم تتسول التغيير في شوارعنا دون أن يسمع لها بعدما تشتت الثورة عن إطارها المجتمعي.
إيمان سهيل
الحوار........... 1466