لم يعد شيء يخفى على احد, فالجميع شغال في السياسة, تجد اكثر من عشرين مليون تحليل ومحلل سياسي في أي حدث, وما يحدث اليوم هناك في تلك القاعات, المغلقة, والاجتماعات السرية في قمة الهرم السياسي لا يخفى, فما يجري هنا بين الجماهير والقواعد ليس الا انعكاس لم يحدث هناك في القمة.
قلنا للمشترك وفي بداية الثورة (رحم الله حزبيا نصح حزبه) ولم نزل نقول ونكتب.. لان ما يجري ليس الا ضد الثورة والوطن, وليس لصالح احد, ولن يخدم سوى اعداء الوطن, وانا اعتقد انني على الصواب, الا انني لست متعصباً فلم ازل استمع للآخر واحترم رايه.
إلا ان ما ارى واسمع واقرأ من خلاف واختلاف وصل الى الحد الذي ليس بعده الا ما لا يحمد عقباه.. والخاسر الاول والاخير هو الوطن بمن فيه وما فيه, وليس هذا الانتاج ما يدور بينكم, ولا أشك انكم لا تعلمون بما يجري وانتم السبب الاول فيه, وهذا هو الامر الذي سيجعل الكثير من أبناء الوطن الأحرار يصدقون ما قاله الرئيس السابق عنكم ويقرون ذلك وهذا سيشكل ارتداد عن الثورة ويخلق ثورة مضادة ليست ضد حزب منكم فقط وانما ضدكم جميعا وضد الوطن..
فلا يتوهم البعض منكم انه سيكون بعيدا او ان سيفلت من المسؤولية وباتهامه للبعض الاخر وتحميله والقاء اللوم عليه, ولا يتوهم بانه سيتخلص مما هو فيه, ويظهر بصورة جميلة بتلك الحملات الاعلانية الشرسة التي يفتعلها ضد الآخر..
نحن لا ننكر جهودكم فانتم حاضن الثورة, وقيادتها السياسية, فلا تنكروا جهودكم وتقتلوها بأيديكم ,بما يدور بينكم من مهاترات ومنازعات لها انعكاساتها الواضحة بين اعضاء وقواعد احزابكم وهذا لا يخفى عليكم؛ فاتقوا الله في هذا الوطن وابناءه, وتخلصوا امراض الماضي وآفاته الخبيثة, التي اتعبت الوطن شمالا وجنوبا واعاقته عن النهوض, تخلصوا من تلك الاوهام والاحلام المنتهية الصلاحية, وادفنوا تلك المخلفات والتوالف التي تؤدي الى تلوث البيئة بكثير من الا مراض والأوبئة التي تنتجها, والتي تؤدي الى تمزق النسيج الاجتماعي وتشظي الوطن فتلك المهاترات والمكايدات والتحامل والتشويه.. ليست الا من آفات الماضي ومخلفاته, فمن لم يستطع منكم ان يتخلص منها؛ فلا يعدي بها أعضاء وقواعد حزبه, ويتسبب بإصابة الكثير منهم بالكثير من الحالات المرضية المستعصية والتي منها على سبيل المثال: الهلوسة والثرثرة واليأس والاحباط والعجز والافلاس والحقد والانتقام.....فهي لا تجدي ولا تنفع حزبا ولا تخدم وطن..
وكما اعتقد ان كل واحد منكم يريد لحزبه التفوق والنهوض, فلا اظن ان واحداً منكم لا يعرف بحال حزبه وحجمه على الساحة ووزنه, وماذا يعاني ومما, وما يريد ويحتاج؟ فرحم الله حزباً عرف قدره.. وحزبياً عرف حزبه وعمل بما يخدم الوطن.