ينتظر اليمنيون مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في الثامن عشر من مارس/ آذار الجاري، مؤتمر الحوار الذي يُعقد لتهيئة الأجواء للمرحلة القادمة ، سيتم فيه الاتفاق على صياغة دستور جديد، وشكل نظام سياسي ينهي الانقسام بين الأطراف السياسية اليمنية، والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تكون على قدر عال من النزاهة ، بالإضافة إلى القضايا العالقة منذ عدة سنوات وفي مقدمتها القضية الجنوبية ، وقضية جماعة الحوثي، وقضايا المناطق الوسطى.
إن نجاح مؤتمر الحوار هو ما سيخرج اليمن من عنق الزجاجة، على الرئيس هادي الذي كسب ثقة الشعب ودعم المجتمع الدولي أن يكون حازماً في التعامل مع كل من يعرقل عملية التسوية وبناء الدولة المنشودة ، وكل أبناء شعبنا اليمني سيسجلون مواقفه المشرفة في تاريخ اليمن .
من جهة أخرى يؤكد المجتمع الدولي حرصه على بقاء اليمن اليمن موحداً مستقراً أمناً، لتأثيره على استقرار المنطقة والعالم ، و الزيارات الأممية المتكررة لليمن أتت لمساندة الرئيس هادي في الوصول باليمنيين إلى بر الأمان وبداية الطريق نحو الدولة اليمنية المنشودة.
لكن للأسف في المجتمع اليمني لم ينشأ على ثقافة الحوار، فثقافة الحوار عٌدمت في المدارس والجامعات والمؤسسات والمعسكرات وفي كل مكان على هذا الوطن ، لذا قبل أن يبدأ الحوار لابد أن نسعى لتغيير ثقافة الحوار في مجتمعنا اليمني ، قبل أن يبدأ الحوار لابد أن تُحكم الأطراف المتحاورة وطنيتها، وتعي أدبيات الحوار، فالمجتمع اليمني يفتقر إلى ثقافة الحوار والأطراف المتحاورة جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع.
قبل أن يبدأ الحوار لابد من توحد فصائل الحراك الجنوبي وأن يكونوا خير ممثل لأبناء الجنوب مشاركة أبناء الجنوب وفصائل الحراك الجنوبي هذا ما سيساعد على إنجاح مؤتمر الحوار.. نأمل من أبناء الجنوب أن يفرقوا بين الوحدة اليمنية وبين نظام سابق فاسد قام باستغلالها، يجب أن يتذكروا التضحيات التي قدمت من أجل تحقيقها، أذا حصل الانفصال لا سمح الله ستتحقق نبوءة النظام السابق الذي ربط بقاءه باستمرار الوحدة .
قبل أن يبدأ الحوار نأمل من جماعة الحوثي أن تساعد على بناء الدولة اليمنية المنشودة ، وليس العودة إلى عهود ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر، يجب عليها في هذا المرحلة أن تقدم مشروع وطني، لا مشروع دولة تحت ولاية الفقيه.
قبل أن يبدأ الحوار لابد من أن يكون المتحاورون ممثلون لقضايا وطنية و حقوق، ليس كالكراسي التي سيجلسون عليها.. قبل أن يبدأ الحوار يجب أن نُدرك بأن مسؤولية إنجاح مؤتمر الحوار لا تقع على عاتق السياسيين فقط ،بل إنما هي مسؤولية تقع على عاتق كل يمني مُحب لهذا الوطن، لابد أن يؤدي كل مواطن دوره في الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدته، ولابد أن نُدرك بأن فشل مؤتمر الحوار لا سمح الله سيؤدي إلى العودة مربع العنف وعدم والاستقرار..
قبل أن يبدأ الحوار لابد من أن نقدم اليمن قبل كل شيء ، قبل أن يبدأ الحوار يجب أن نتذكر كلمات الشهيد/ محمد أحمد نعمان الذي حلم برؤية الدولة اليمنية الحديثة ، والذي كان جزائه أن اغتيل بيد أعداء الوطن ونهضته ، اغتيل الجسد ولكن الكلمات لم تُغتال " لا شمال ولا جنوب ولا زيدية ولا شافعية ولا عدنانية ولا قحطانية بل يمناً واحداً والوطن فوق الجميع ولا حكم إلا للشعب ".
خالد وليد الفضول
قبل أن يبدأ الحوار 1477