الطموح هي تلك الصفة التي تدفع المرء إلى العمل والإبداع والتميز للوصول إلى هدف معين والوصول للأفضل والأعلى ، فديننا الحنيف حثنا على العمل والاجتهاد والسعي إلى الارتقاء بـأنفسنا وأهلينا وأمتنا .
إن الإنسان بلا طموح كالإنسان الذي بدون أمل وبلا هدف بالحياة، إن الإنسان الناجح هو الذي لا يوجد حاجز بطريقة ولا مانع عن هدفه وهو الذي يسعى دائماً لتحقيق هدفه ومبتغاة بالطرق المشروعة والمنافسة الشريفة والعمل الصادق.. ولدي هنا سؤال: هو ما الفرق بين طموحاتنا نحن العرب وطموحات الغرب؟ لماذا لم نصل إلى ما وصل إليه الغرب من علم وتطور وإبداع ؟ بينما هم ( الغرب ) وصلوا إلى الكواكب واخترعوا صواريخ عابرة للقارات ، وصنعوا القنابل الذرية التي من خلالها سيطروا على العالم في التكنولوجيا ومن خلال الطموح للأفضل والجد والمثابرة؟، فماذا نقصد بالطموح؟..
الطموح هو ذلك الشيء الذي ينمو بداخل الفرد ليكسبه القدرة على بذل مجهود أكبر لكي يحقق ما يريد، فلا وصول لمبتغى أو هدف بدون حافز ، ولا هناك حافز إلا من وراء الطموح .
كيف نفسر الطموح نحن العرب؟
يقول أحمد حسن زويل, وهو عالم كيميائي مصري و أمريكي الجنسية حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1999 م ،: ( الغرب ليسوا عباقرة ونحن أغبياء!! هم فقط يدعمون الفاشل حتى ينجح ، ونحن نحارب الناجح حتى يفشل.. فكم من عالم في وطننا برع وتم الاستخفاف في عقله حتى كره الوطن والمواطن وعاد إلى من علموه علما نافعاً واحتضنوه وكرموه وشجعوه حتى حصل على براءة اختراعات وتميز وحصل على جائزة نوبل من أمثال العالم الكيميائي المشهور أحمد زويل..
أكبر طموح عندنا في اليمن خاصة والوطن العربي عامة هو أن من يستلم منصب رئيس وزراء يظن حاله أفلاطون زمانه وما في غيره يفكر أكثر منه والله أعلم في طموحه هل يريد أمولاً من خزينة الدولة ليزيد ممتلكاته كما حصل أو ابتغاء في الحصول على تحقيق نرجسيته والحصول على لقب رئيس وزراء فقط أو وزير أو غير ذلك ..هذه طموحاتنا حتى لو أصبحنا في أوج السلطة، وأول ما يفكر فيه الحاكم أو المسؤول هو جباية الشعب وحلبه حتى الثمالة ويتحول من صاحب سلطة إلى متسلط. .لكن هل فكر دولته أو معاليه في تشجيع العلماء الذين نجني منهم العسل من أجل تشجيعهم وفتح الباب لهم ليكتشفوا خبايا بلدنا من البترول والطاقة الشمسية والغاز الطبيعي واستخراج الماء من باطن الأرض الذي يكفينا آلاف السنين، وكل فاسد في البلد واضح كوضوح الشمس .
إلى نوابنا الكرام: أرجو منكم أن تقرأوا ما ذكرت ليكون من ضمن برامجكم الانتخابية، واعلموا انه لن ينفعكم الصمت والنوم بالمجلس إذا ما أنصفتم المواطن ودافعتم عن حقوقه.. البلد مهترية من كثرة الفاسدين والمفسدين، الذين كشفوا عنا الغطاء الذي نستدفئ فيه من خطر البرد القارص في عز الشتاء.
نصيحة أخيرة لكل مسئول أن تشجعوا الفاشل حتى ينجح والفقير حتى يعيش عيشة الناس الوسط، وأن تكرموا العالم وتشجعوه لكي نجني خيرات بلدنا التي ما زلنا محرومين منها حتى الآن.. وقولوا كلمة الحق التي تعلو ولا يعلى عليها، واعلموا أن الحياة لا تستقيم بدون طموح, فالطموح هو الأمل والنور الذي نسعى إليه حتى إذا وصلنا محطة أو مرحلة منه نخطط للوصول إلى المرحلة أو الخطوة التي تليها والتي أعلى منها.. وهكذا .
رائد محمد سيف
طموحنا نحن العرب !! 1624