وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر إلا عدن فلم تغب شمسها فكيف ببدرها !! وظلت طوال سنوات التهميش والتزييف والإهمال تجد من يقف معها ويصونها وينتشلها من ذلك الركام النسياني والتخريبي المتعمد .. ولم يظهر لعدن في محنها بدر واحد ولكن بدور وأقمار وشموس أضاءوا سماءها وأناروا طرقها ومسالكها الرياضية وخاصة في الأعوام الأخيرة التي كان التعمد والتركيع ضد عدن قد وصل إلى أوج حقده وانتقامه.
رياضة عدن في السنين الأخيرة كانت في وضع الموت السريري رسميا وحكوميا وقياديا .. وقابله على الاتجاه الآخر رجال وأناس رفضوا واستنكروا ما يحدث لها إلا أنهم لم يقفوا مكتوفي الأيادي ولم يفتحوا مناديل البكاء والعويل عليها، بل إنهم بادروا وبجهود ذاتية خاصة ومخلصة لانتشال ما يمكن رفعه من رياضة عدن وخاصة الشعبي منها وأقاموا البطولات والاحتفالات والفعاليات الرياضية في كل مكان وفي أية مناسبة رياضية شعبية .. نكرر شعبية حتى لا تنطفئ شعلة عدن الرياضية التي استمرت طوال أكثر من قرن من الزمان فهل ستنطفئ هم يسيرون في أرضها هكذا كان شعارهم ومدى أخلاصهم وحبهم للمدينة عدن وتاريخها الرياضي,
ولن تجد حدثا رياضيا شعبيا أو تطوعيا جرى أو سيجري في عدن إلا وهم في المقدمة وعلى الواجهة الأمامية من الأحداث يدعمون ويسهمون ويتحملون كلفة الأحداث والفعاليات الرياضية، ثم فجأة يتوارون ويختفون من اللوحة ورسمة التشريف خجلا وحياء وعرفانا بحق عدن تجاههم مرددين قوله تعالى : ((لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا)) ولذلك ليس من العجيب أو الغريب أن عدن انفجر فيها النشاط الرياضي الشعبي والتطوعي والمبادرات الرياضية البعيدة عن المراسيم البروتوكولية الرسمية كأحسن مدة مضت في تاريخها القريب بسب تلك الاسهامات وتلك القامات الوطنية وذلك الرأس المال الوطني الذي أراد إيصال رسالة محترمة لأجهزة السلطة الرياضية الرسمية أن مدينة كعدن سباقة رياضيا ورياديا (عز) عليها أن تبقى مكسورة جناح أو مهيضة نشاط في لحظة من تاريخها ونحن أولى بعدن منكم حتى وإن تسلقتم على كراسيها الرسمية والحكومية.
هؤلاء النخبة المحترمة الذين نعلم مسبقا أن كلامنا عنهم سيخدش حياءهم، ويكشف تواريهم النبيل ويكسر خجلهم المجبول على السليقة والتلقائية كلمة تقال على قاعدة ((هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)) ليس إلا أما هم فهم في غنى عن كلمة تقال هنا أو هناك أو سطور تشيد بما فعلوه باعتبارهم يعرفون أنفسهم أكثر من أي إنسان آخر ولا تنفخهم كلمة حق فيهم ولا تؤذيهم عبارة حقد عن أداء واجبهم لأنهم عرفوا طريقهم فسلكوه دون الالتفات لأحد أو انتظار شهادة من أحد.
لن نجد أبدا أي نشاط رياضي شعبي أو اهلي أو دعم إنساني رياضي إلا وهم في الصدارة والواجهة حتى لا يقال عن عدن الرياضية .. وفي الليلة الظلماء ... فعدن وذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى ليس بها بدر واحد حتى يختفي، ولكن أقمار كثيرة، وهم الأساتذة (رشاد هايل / موسى القاضي / علي جلب / عدنان الكاف / نجيب العوج / الحاضري / والهمداني) .. وغيرهم .. نأسف مرة أخرى على خدش حياءكم النيل .. وعفوا على الازعاج.
Doos1986@gmail.com
عيدروس عبد الرحمن
عدن .. أقمارها كثيرة 1666