الذكرى الثانية من ثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية السلمية هي يوم انتصر اليمني على خوفه وخرج يهتف لا للاستبداد لا للظلم لا للخنوع, ثم انطلقت ثورة بكل قوة وعنفوان لانتزاع الحقوق والحريات ولإسقاط نظام استبد وظلم وافسد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية..
الذكرى هي فرصة حقيقية للوقوف على الواقع ولإعادة النظر والحساب في الثورة ومسيرتها على مدي العاميين السابقين, ما الذي تحقق, ما هي الأخطاء والإخفاقات التي وقعنا فيها وعلى أساسها وضعت الحلول والمعالجات وتصحيح المسار ومواصلة الفعل الثوري واستكمال الأهداف ونحن نعرف جيداً انه لم يتحقق إلا القليل جداً ومازال المشوار طويلاً وشاقاً يحتاج إلى نفس طويل.
إلى كل الرفاق الثوار من يحبون هذا الوطن ويخلصون له ويتمنون أن يروه وطناً يتسع للجميع, وطن القانون والعدالة والحرية والكرامة: لقد علمتنا الثورة الكثير ومنها أخطاء جسيمة وقعنا فيها..
أولاً: الانتصارات الوهمية والإفراط في الاحتفالات بعيداً عن الواقع, بدليل الثورة الوحيدة في الربيع العربي إلى الآن لم يعترف بها لا محلياً ولا دولياً ولا زالت تصنف أنها أزمة!!.
ثانياً: اختزال الثورة في رحيل على عبدالله صالح وأسرته هي إحدى انتكاسات الثورة من البداية بفعل فاعل.
إذن إلى الآن أهم مطالب الثوار لم تتحقق " المحاكمة والقصاص للشهداء- هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية – عيش- حرية -عدالة اجتماعية".. ولازلنا في بداية المشوار وهناك الكثير من المؤامرات وإذا أردنا بلوغ الهدف المنشود بدولة مدنية وجب علينا الاستمرار, لا لليأس كلنا مشروع حياة, كلنا مشروع دولة مدنية.
عصام الكمالي
عام آخر في الثورة 1463